أخي المسلم: هاهي السنين تمر والأعمار تنقضي ! ومصائب الزمان لا تنقضي !
أخي: ما من يوم يمر إلا وهو يحمل بين ثناياه دروساً وعبراً عظاماً ! ولكن يا تُرى إلى مَن يحملها؟ ويا تُرى مَن يفهمها عنه؟!
دروس تمرّ كل يوم.. وعِبَر تسطرها الأيام على جبين الزمان ! وكأنها تقول للإنسان: اقرأ إن كنتَ تفهم وتعتبر!
أخي: لا أقول لك: فلتحص كل عبرة ودرس في الحياة ! ولكن أقول لك: هل أحصيت كل درس وعظة يمران بك في حياتك؟!
أخي: ما أظن أن كل أحد في هذه الدنيا يحصي دروس الزمان التي يلقيها عليه في كل يوم !
أخي: كم مسكين هذا الإنسان ! يفتح عينه كل صباح على آمال عراض ! وينسى أنه مهما سعى لتحصيلها فلن يدرك منها إلا ما كتِب له !
أحلام ذهبية.. وآمال درية.. وأخيلة شهية.. ثم لا يكون إلا القدر ! ولا ينزل إلا قضاء ربّ البشر !
أخي في الله: كم من آمال في هذه الدنيا عقدت عليها حبائل فكرك؟! وكم من أمان أفنيت في تحصيلها عمرك؟!
أخي: أتدري ما هو الداء العضال؟ الذي حار الحكماء في دوائه ! وأطال العلماء في وصفات شفائه !
أخي: أتدري ما هو هذا الداء؟
إنه داء ( طول الأمل !! ) وهاك وصفة أخي:
قالوا: هو: ( الحرص على الدنيا والانكباب عليها ! والحب لها ! والإعراض عن الآخرة ! ) [الإمام القرطبي].
وقالوا: ( الأمل رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وزيادة غني وهو قريب المعنى من التمني ! ) [الحافط ابن حجر].
أخي: ذاك هو طول الأمل ( داء عضال ومرض مزمن ! ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه ! واشتد علاجه ! ولم يفارقه داء ولا نجح فيه دواء ! بل أعيا الأطباء ! وبئس من برئه الحكماء والعلماء ! ) [الإمام القرطبي].
أخي: لقد ذم الله تعالى أعدائه بطول الأمل ! إذ أن ذلك سبباً في إعراضهم عن الهدى.
فقد قال تعالى مخاطباً نبيه : ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر:3].
وقال تعالى في ذم اليهود: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [البقرة:96].
أخي المسلم: ألا تعجب معي: أن هذا الإنسان لا تزال الآمال تصعد به وتنزل ! ويهرم الإنسان وتأكل الأيام شبابه ! ولكن يبقى أمله غضاً قوياً !
قال رسول الله : { لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل } [رواه البخاري ومسلم].
وقال : { يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان: حب المال، وطول العمر } [رواه البخاري ومسلم].
أخي: ألا تعلم أن طول الأمل كان سبباً في هلاك كثير من الأمم؟
وهل تعلم أن قصر الأمل والزهد في الأماني كان سبباً في صلاح ذلك الجيل الطاهر من أول هذه الأمة رضي الله عنهم؟
وإن شئت أخي أخبرتك عن ذلك بحق لا مرية فيه: قال النبي : { صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل } [رواه أحمد في الزهد والطبراني في الأوسط/صحيح الجامع:3845].
قال بعض الحكماء: ( احذر طول الأمل فإنه سبب هلاك الأمم! ).
أخي: إن طول الأمل حِبالة من حِبالات إبليس اللعين يقذفها في طريق ابن آدم فيأسره بها ! ليتحكم بعدها في أمره كما يشاء.
قال بعض الحكماء: ( الأمل سلطان الشيطان على قلوب الغافلين! ).
أخي: كم هم مساكين أولئك الذين يظنون أن نسج حبال الآمال من السعادة ! وهم قد تركوا السعادة حيث يكرهون !
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( إن من الشقاء طول الأمل ! وإن من النعيم قصر الأمل ).
وقال محمد بن واسع رحمه الله: ( أربعة من الشقاء: طول الأمل، وقسوة القلب، وجمود العين، والبخل ).
أخي في الله: كم منينا هذه الأنفس؟ وكم عللناها بالآمال العراض؟ ولكن أخي هل حاسبناها؟ هل سألناها؟ ماذا تريدين من هذه الآمال؟
أتريدين بها وجه الله والدار الآخرة؟ أم تريدين بها الركون إلى دار الغرور؟
بل هل سألناها: أما تدرين يا نفس إن الأجل بالمرصاد؟ فقد يأخذك قبل تحقيق آمالك؟ وما أكثر هذا يا نفس هل غفلت؟
أخي: لقد ضرب لنا النبي لذلك مثلاً فهلا تأملت معي أخي هذا المثل؟!
عن عبدالله بن مسعود قال: خط النبي خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: { هذا الإنسان وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأء هذا نهشه هذا } [رواه البخاري].
قال عون بن عبدالله رحمه الله: ( كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ! ومنتظر غداً لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره، لأبغضتم الأمل وغروره ).
أخي: يا لله كم ركنا إلى الأماني وغرورها؟ وكم فتلنا حبال الآمال دهراً طويلاً؟
أخي: قف معي قليلاً، إن سألتك أخي: ما الذي جناه أهل الآمال الطوال؟!
هل أدركوا أمانيهم؟ هل حصلوا أحلامهم؟ والتي لطالما داعبت خيالهم!
أخي: وقف معي مرة أخرى، أرأيت إن أدرك أهل الآمال آمالهم، هل أدركوها صافية خالية من الأكدار؟ وإن ! هل دام ما أدركوه؟ وإن دام طويلاً ! هل وقفت أنفسهم عنده؟ فقنعوا ولم يحدثوا أنفسهم بآمال أخرى؟
يا ذا المومل آمالاً وإن بعدتُ *** منه ويزعم أن يحظى بأقصاها
أنى تفوز بما ترجُوهُ ويكَ وما *** أصبحت في ثقةٍ من نيل أدناها
أخي: هي نفسك وأنت أعلم الناس بها، سلها، وظني بك أنها لن تصدقك، ولكنك أخي إن حاسبت نفسك عرفت أدواؤها ! وإن عرفت الداء فإن الدواء سهل..
أخي: ألا ترى ما في القلوب من قسوة وغفلة؟ لا الوعيد يخوفها، ولا الوعد يصلحها، كسولة إذا دُعيت إلى الطاعات، نشيطة خفيفة إذا دعيت إلى الشهوات !
أخي: إنه داء طول الأمل، رأس الأدواء.. وداعية الأهواء..
أخي: بئس الداء داء طول الأمل، وبئس الولد ما ولده داء طول الأمل، ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة، والتسويف بالتوبة، والرغبة في الدنيا، والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب، لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكير الموت، والقبر، والثواب، والعقاب، وأهوال القيامة، كما قال تعالى: فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ [الحديد:16] [الحافظ ابن حجر].
أخي المسلم: كما رأيت ما الكسل عن الطاعات، والرغبة في الدنيا، ونسيان الآخرة، إلا جند من جنود طول الأمل، فكم أفسد طول الأمل من قلوب.. وكم دنس أقواماً في أوحال الذنوب..
فاعجب أخي ثم اعجب معي ( كلنا قد أيقن بالموت وما نرى له مستعداً، وكلنا قد أيقن بالجنة وما نرى لها عاملاً، وكلنا قد أيقن بالنار وما نرى لها خائفاً، فعلام تُعرجون؟ وما عسيتم تنتظرون؟ الموت؟ فهو أول وارد عليكم من الله بخير أو بشر!
يا إخوتاه سيروا إلى ربكم سيراً جميلاً ) [خليد العصري].
أخي: أليس من العجيب أن تفنى الأعمار، ولا تنقضي الآمال، فكل يوم له أمل، وكل شهر له أمل، وكل سنة لها أمل، وهكذا يحيا صاحب الآمال في رحلة لا نهاية لها.
قال بعض الحكماء: ( كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره؟ وشهره يهدم سنته؟ وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله؟ وتقوده حياته إلى موته؟! ).
وما هذه الأيام إلا مراحل *** يحث بها داعٍ إلى الموت قاصد
وأعجبُ شيء لو تأملت أنها *** منازل تطوى والمسافر قاعد
أخي: أين أنت من ساعات فراغك؟
هل أفنيتها في الطاعات؟ أم استثمرتها في السعي خلف سراب الأمنيات؟!
قال معاوية بن قرة رحمه الله: ( أشد الحساب يوم القيامة على الصحيح الفارغ! ).
أخي في الله: إن المؤمن الصادق لا يشغله إلا الجد!
وإن المؤمن الصادق لفي شغل عن الآمال والأماني!
وإن المؤمن الصادق لفي مجاهدة دائمة مع نفسه!
وإن المؤمن الصادق لهو الذي إذا أصبح قال لهواه: تأخر! وقال لطاعة ربه: تقدمي.
قال خليد العصري رحمه الله: ( المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاث خلال: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة من أمر الدنيا لا بأس بها ).
أخي: هل تعلم من هو الزاهد الحقيقي؟!
فها هو الإمام الرباني أحمد بن حنبل رحمه الله يُسأل: أي شيء الزهد في الدنيا؟! فقال: ( قِصر الأمل، من إذا أصبح يقول: لا أمسي! ).
أخي: ذاك هو الزاهد حقاً، فإن الدنيا أخي أهون من أن يتعلق بها قلب العبد، ليفني عمره في اللهث خلفها، فإذا فاته شيء منها اغتم وحزن!
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ( الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غمّ ساعة، فكيف بغم العمر؟!! )
لم يُمتع بالذي كان حوى *** من حُطام المال إذ حلّ الأجل
إنما الدنيا كفيء زائل *** طلعت شمس عليهْ فاضمحل
أخي: كم من جامع للدنيا أتته المنية بغتة ! فرحل عن الدنيا ولم يتبعه منها إلا عمله؟
ألا فاسمع معي أخي إلى هذه الوصية الغالية يهديها إليك الصحابي الصادق أبو الدرداء رضي الله عنه.. فها هو يقوم يوماً في مسجد دمشق فيقول: ( يا أهل دمشق ألا تسمعون من أخ لكم ناصح؟!
إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، فأصبح جمعهم بوراً، وبنيانهم قبوراً، وأملهم غروراً، هذا عاد قد ملأت البلاد أهلاً ومالاً وخيلاً ورجالاً! فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدرهمين؟! ).
أخي المسلم: ألا قلت معي: ياغافلين من قال لكم: إن الدنيا دار إقامة؟! ألا ترون أن الخلق كل يوم مرتحلين نحو الدار الآخرة؟! من عمر في هذه الدنيا حتى أدرك كل آماله؟!
أخي: ألا ترى إلى وصية النبي لابن عمر رضي الله عنهما يوم أن أخذ بمنكبه فقال له: { كن في الدنيا كأنك غريب! أو عابر سبيل }.
وكان ابن عمر يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ) [رواه البخاري].
أخي: ( وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة ولا وطناً فينبغي أن يكون حاله فيها على أحد حالين: إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة همه التزود للرجوع إلى وطنه. أو يكون كأنه مسافر غير مقيم البته! بل هو ليله ونهاره يسير إلى بلد الإقامة، فلهذا أوصى النبي ابن عمر أن يكون في الدنيا على أحد هذين الحالين ) [الإمام ابن رجب].
أخي: ما أطال أحد أمله إلا وقطف الشوك والحنظل، وما قصر أحد أمله إلا وقطف يانع الثمار وأحلاها، وإن شئت أخي أطلعتك على ثمار الفريقين..
قال نصر بن محمد السمرقندي رحمه الله: ( من قصر أمله أكرمه الله تعالى بأربع كرامات:
إحداها: أن يقويه على طاعته، لأن العبد إذا علم أنه يموت عن قريب لا يهتم بما يستقبله من المكروه ويجتهد في الطاعات فيكثر عمله.
والثانية: يقل همومه لأنه إذا علم أنه يموتُ عن قريب لا يهتم بما يستقبله من المكروه.
والثالثة: يجعله راضياً بالقليل لأنه إذا علم أنه يموت عن قريب فإنه لا يطلب الكثرة وإنما يكون همه هم آخرته.
والرابعة: أن ينور قلبه.
فإن من طال أمله عاقبه الله تعالى بأربعة أشياء:
أولها: أن يتكاسل عن الطاعات.
والثاني: أن تكثر همومه في الدنيا.
والثالث: أن يصير حريصاً على جمع المال.
والرابع: أن يقسو قلبه ).
أخي في الله: كن كأولئك الصالحين الذين حاسبوا أنفسهم على هفواتها ونزغاتها، فإن حاولت التفلت ردوها بسوط الحق إلى المحجة الواضحة! وها أنا أخي أسوق لك زهرات نيرات من سير الصالحين تحكي لك بهاء وسناء أولئك الصادقين..
قال داود الطائي رحمه الله: ( لو أملت أن أعيش شهراً لرأيتني قد أتيت عظيماً ! وكيف أومل ذلك وأرى الفجائع تغشى الخلق في ساعات الليل والنهار؟ ).
وكان أويس القرني رحمه الله إذا قيل له: كيف الزمان عليك؟
قال: ( كيف الزمان على رجل إن أمسى ظن أنه لا يصبح ! وإن أصبح ظن أنه لا يمسي ! فمبشر بالجنة أو النار ! ).
وقال بعض السلف: ( ما نمت نوماً قط فحدثت نفسي أني أستيقظ منه ).
وإليك أخي هذه القصة اللطيفة: يحكى لنا محمد بن أبي توبة عن معروف الكرخي رحمه الله أنه أقام الصلاة مرة ثم قال لمحمد: تقدم. فقال محمد: إني إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها. فقال معروف: ( وأنت تحدث نفسك أن تصلي صلاة أخرى؟ تعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع خير العمل ).
أخي: إياك وطول الأمل ! فإنه أرض بور.. وصاحبه في غرور..
وما أدري وإن أملتُ عُمراً *** لعلي حين أصبح لست أمسي
ألم تر أن كل صباح يوم *** وعُمرك فيه أقصر منه أمس
أخي المسلم: إذا منتك نفسك، وداعبت الآمال خيالك! فلتردعها أخي بسوط ( قِصَر الأمل! ) فإنه نعم الدواء.
أخي: إذا طالبتك نفسك بالمُنى والآمال فقل لها: يا نفسُ هلا تمنيتِ التوفيق إلى الصالحات، والاستزادة من الطاعات؟
يا نفسُ هلا أملتِ أن تكوني من تلك النفوس التي إذا فارقت الدنيا قيل لها: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر:27-30].
يا نفس هلّا أمّلتِ أن تكوني غداً في صحبة الأخيار في جنات النعيم؟!
وقل لها أخي: يا نفس أمّلي ما شئت ! فلأشغلنّك بالطاعات حتى تعلمي أن هذا هو الجد ! وما أمانيك إلا في غرور..
أخي: إنك في آمالك على حالين: فحال تكون فيها قريباً من أملك ولا يشغلك ذلك عن آخرتك وهو الأمل المحمود. وحال تكون فيها بعيداً عن أملك ويشغلك طلبه عن الله والدار الآخرة وهو الأمل المذموم ( وإنما المذموم منه الاسترسال فيه وعدم الاستعداد لأمر الآخرة فمن سلم من ذلك لم يكلف بإزالته ) [الحافظ ابن حجر].
أخي في الله: ساعات عمرك كنز في يدك ! فإن أنت حفظته ووضعته حيث يحب الله تعالى بورك لك فيه،،، وإن أنت ضيعته وأهدرته في غير ما يرضي الله تعالى صرت هدفاً للوساوس والآمال الكاذبة، ويومها لن تكون سعيداً بدنياك، وإن جرك طول الأمل إلى الذنوب والمعاصي، لأنت الشقي غداً إذا قام الناس لرب العالمين.
وحفظني الله وإياك أخي عن نزغات الشيطان.. ولقّاني الله وإياك الحسنى في الدارين..
والحمد لله تعالى على الدوام.. والصلاة على نبيه وآله وصحبه والسلام
أخي: ما من يوم يمر إلا وهو يحمل بين ثناياه دروساً وعبراً عظاماً ! ولكن يا تُرى إلى مَن يحملها؟ ويا تُرى مَن يفهمها عنه؟!
دروس تمرّ كل يوم.. وعِبَر تسطرها الأيام على جبين الزمان ! وكأنها تقول للإنسان: اقرأ إن كنتَ تفهم وتعتبر!
أخي: لا أقول لك: فلتحص كل عبرة ودرس في الحياة ! ولكن أقول لك: هل أحصيت كل درس وعظة يمران بك في حياتك؟!
أخي: ما أظن أن كل أحد في هذه الدنيا يحصي دروس الزمان التي يلقيها عليه في كل يوم !
أخي: كم مسكين هذا الإنسان ! يفتح عينه كل صباح على آمال عراض ! وينسى أنه مهما سعى لتحصيلها فلن يدرك منها إلا ما كتِب له !
أحلام ذهبية.. وآمال درية.. وأخيلة شهية.. ثم لا يكون إلا القدر ! ولا ينزل إلا قضاء ربّ البشر !
أخي في الله: كم من آمال في هذه الدنيا عقدت عليها حبائل فكرك؟! وكم من أمان أفنيت في تحصيلها عمرك؟!
أخي: أتدري ما هو الداء العضال؟ الذي حار الحكماء في دوائه ! وأطال العلماء في وصفات شفائه !
أخي: أتدري ما هو هذا الداء؟
إنه داء ( طول الأمل !! ) وهاك وصفة أخي:
قالوا: هو: ( الحرص على الدنيا والانكباب عليها ! والحب لها ! والإعراض عن الآخرة ! ) [الإمام القرطبي].
وقالوا: ( الأمل رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وزيادة غني وهو قريب المعنى من التمني ! ) [الحافط ابن حجر].
أخي: ذاك هو طول الأمل ( داء عضال ومرض مزمن ! ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه ! واشتد علاجه ! ولم يفارقه داء ولا نجح فيه دواء ! بل أعيا الأطباء ! وبئس من برئه الحكماء والعلماء ! ) [الإمام القرطبي].
أخي: لقد ذم الله تعالى أعدائه بطول الأمل ! إذ أن ذلك سبباً في إعراضهم عن الهدى.
فقد قال تعالى مخاطباً نبيه : ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر:3].
وقال تعالى في ذم اليهود: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [البقرة:96].
أخي المسلم: ألا تعجب معي: أن هذا الإنسان لا تزال الآمال تصعد به وتنزل ! ويهرم الإنسان وتأكل الأيام شبابه ! ولكن يبقى أمله غضاً قوياً !
قال رسول الله : { لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل } [رواه البخاري ومسلم].
وقال : { يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان: حب المال، وطول العمر } [رواه البخاري ومسلم].
أخي: ألا تعلم أن طول الأمل كان سبباً في هلاك كثير من الأمم؟
وهل تعلم أن قصر الأمل والزهد في الأماني كان سبباً في صلاح ذلك الجيل الطاهر من أول هذه الأمة رضي الله عنهم؟
وإن شئت أخي أخبرتك عن ذلك بحق لا مرية فيه: قال النبي : { صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل } [رواه أحمد في الزهد والطبراني في الأوسط/صحيح الجامع:3845].
قال بعض الحكماء: ( احذر طول الأمل فإنه سبب هلاك الأمم! ).
أخي: إن طول الأمل حِبالة من حِبالات إبليس اللعين يقذفها في طريق ابن آدم فيأسره بها ! ليتحكم بعدها في أمره كما يشاء.
قال بعض الحكماء: ( الأمل سلطان الشيطان على قلوب الغافلين! ).
أخي: كم هم مساكين أولئك الذين يظنون أن نسج حبال الآمال من السعادة ! وهم قد تركوا السعادة حيث يكرهون !
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( إن من الشقاء طول الأمل ! وإن من النعيم قصر الأمل ).
وقال محمد بن واسع رحمه الله: ( أربعة من الشقاء: طول الأمل، وقسوة القلب، وجمود العين، والبخل ).
أخي في الله: كم منينا هذه الأنفس؟ وكم عللناها بالآمال العراض؟ ولكن أخي هل حاسبناها؟ هل سألناها؟ ماذا تريدين من هذه الآمال؟
أتريدين بها وجه الله والدار الآخرة؟ أم تريدين بها الركون إلى دار الغرور؟
بل هل سألناها: أما تدرين يا نفس إن الأجل بالمرصاد؟ فقد يأخذك قبل تحقيق آمالك؟ وما أكثر هذا يا نفس هل غفلت؟
أخي: لقد ضرب لنا النبي لذلك مثلاً فهلا تأملت معي أخي هذا المثل؟!
عن عبدالله بن مسعود قال: خط النبي خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: { هذا الإنسان وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأء هذا نهشه هذا } [رواه البخاري].
قال عون بن عبدالله رحمه الله: ( كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ! ومنتظر غداً لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره، لأبغضتم الأمل وغروره ).
أخي: يا لله كم ركنا إلى الأماني وغرورها؟ وكم فتلنا حبال الآمال دهراً طويلاً؟
أخي: قف معي قليلاً، إن سألتك أخي: ما الذي جناه أهل الآمال الطوال؟!
هل أدركوا أمانيهم؟ هل حصلوا أحلامهم؟ والتي لطالما داعبت خيالهم!
أخي: وقف معي مرة أخرى، أرأيت إن أدرك أهل الآمال آمالهم، هل أدركوها صافية خالية من الأكدار؟ وإن ! هل دام ما أدركوه؟ وإن دام طويلاً ! هل وقفت أنفسهم عنده؟ فقنعوا ولم يحدثوا أنفسهم بآمال أخرى؟
يا ذا المومل آمالاً وإن بعدتُ *** منه ويزعم أن يحظى بأقصاها
أنى تفوز بما ترجُوهُ ويكَ وما *** أصبحت في ثقةٍ من نيل أدناها
أخي: هي نفسك وأنت أعلم الناس بها، سلها، وظني بك أنها لن تصدقك، ولكنك أخي إن حاسبت نفسك عرفت أدواؤها ! وإن عرفت الداء فإن الدواء سهل..
أخي: ألا ترى ما في القلوب من قسوة وغفلة؟ لا الوعيد يخوفها، ولا الوعد يصلحها، كسولة إذا دُعيت إلى الطاعات، نشيطة خفيفة إذا دعيت إلى الشهوات !
أخي: إنه داء طول الأمل، رأس الأدواء.. وداعية الأهواء..
أخي: بئس الداء داء طول الأمل، وبئس الولد ما ولده داء طول الأمل، ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة، والتسويف بالتوبة، والرغبة في الدنيا، والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب، لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكير الموت، والقبر، والثواب، والعقاب، وأهوال القيامة، كما قال تعالى: فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ [الحديد:16] [الحافظ ابن حجر].
أخي المسلم: كما رأيت ما الكسل عن الطاعات، والرغبة في الدنيا، ونسيان الآخرة، إلا جند من جنود طول الأمل، فكم أفسد طول الأمل من قلوب.. وكم دنس أقواماً في أوحال الذنوب..
فاعجب أخي ثم اعجب معي ( كلنا قد أيقن بالموت وما نرى له مستعداً، وكلنا قد أيقن بالجنة وما نرى لها عاملاً، وكلنا قد أيقن بالنار وما نرى لها خائفاً، فعلام تُعرجون؟ وما عسيتم تنتظرون؟ الموت؟ فهو أول وارد عليكم من الله بخير أو بشر!
يا إخوتاه سيروا إلى ربكم سيراً جميلاً ) [خليد العصري].
أخي: أليس من العجيب أن تفنى الأعمار، ولا تنقضي الآمال، فكل يوم له أمل، وكل شهر له أمل، وكل سنة لها أمل، وهكذا يحيا صاحب الآمال في رحلة لا نهاية لها.
قال بعض الحكماء: ( كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره؟ وشهره يهدم سنته؟ وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله؟ وتقوده حياته إلى موته؟! ).
وما هذه الأيام إلا مراحل *** يحث بها داعٍ إلى الموت قاصد
وأعجبُ شيء لو تأملت أنها *** منازل تطوى والمسافر قاعد
أخي: أين أنت من ساعات فراغك؟
هل أفنيتها في الطاعات؟ أم استثمرتها في السعي خلف سراب الأمنيات؟!
قال معاوية بن قرة رحمه الله: ( أشد الحساب يوم القيامة على الصحيح الفارغ! ).
أخي في الله: إن المؤمن الصادق لا يشغله إلا الجد!
وإن المؤمن الصادق لفي شغل عن الآمال والأماني!
وإن المؤمن الصادق لفي مجاهدة دائمة مع نفسه!
وإن المؤمن الصادق لهو الذي إذا أصبح قال لهواه: تأخر! وقال لطاعة ربه: تقدمي.
قال خليد العصري رحمه الله: ( المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاث خلال: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة من أمر الدنيا لا بأس بها ).
أخي: هل تعلم من هو الزاهد الحقيقي؟!
فها هو الإمام الرباني أحمد بن حنبل رحمه الله يُسأل: أي شيء الزهد في الدنيا؟! فقال: ( قِصر الأمل، من إذا أصبح يقول: لا أمسي! ).
أخي: ذاك هو الزاهد حقاً، فإن الدنيا أخي أهون من أن يتعلق بها قلب العبد، ليفني عمره في اللهث خلفها، فإذا فاته شيء منها اغتم وحزن!
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ( الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غمّ ساعة، فكيف بغم العمر؟!! )
لم يُمتع بالذي كان حوى *** من حُطام المال إذ حلّ الأجل
إنما الدنيا كفيء زائل *** طلعت شمس عليهْ فاضمحل
أخي: كم من جامع للدنيا أتته المنية بغتة ! فرحل عن الدنيا ولم يتبعه منها إلا عمله؟
ألا فاسمع معي أخي إلى هذه الوصية الغالية يهديها إليك الصحابي الصادق أبو الدرداء رضي الله عنه.. فها هو يقوم يوماً في مسجد دمشق فيقول: ( يا أهل دمشق ألا تسمعون من أخ لكم ناصح؟!
إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، فأصبح جمعهم بوراً، وبنيانهم قبوراً، وأملهم غروراً، هذا عاد قد ملأت البلاد أهلاً ومالاً وخيلاً ورجالاً! فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدرهمين؟! ).
أخي المسلم: ألا قلت معي: ياغافلين من قال لكم: إن الدنيا دار إقامة؟! ألا ترون أن الخلق كل يوم مرتحلين نحو الدار الآخرة؟! من عمر في هذه الدنيا حتى أدرك كل آماله؟!
أخي: ألا ترى إلى وصية النبي لابن عمر رضي الله عنهما يوم أن أخذ بمنكبه فقال له: { كن في الدنيا كأنك غريب! أو عابر سبيل }.
وكان ابن عمر يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ) [رواه البخاري].
أخي: ( وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة ولا وطناً فينبغي أن يكون حاله فيها على أحد حالين: إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة همه التزود للرجوع إلى وطنه. أو يكون كأنه مسافر غير مقيم البته! بل هو ليله ونهاره يسير إلى بلد الإقامة، فلهذا أوصى النبي ابن عمر أن يكون في الدنيا على أحد هذين الحالين ) [الإمام ابن رجب].
أخي: ما أطال أحد أمله إلا وقطف الشوك والحنظل، وما قصر أحد أمله إلا وقطف يانع الثمار وأحلاها، وإن شئت أخي أطلعتك على ثمار الفريقين..
قال نصر بن محمد السمرقندي رحمه الله: ( من قصر أمله أكرمه الله تعالى بأربع كرامات:
إحداها: أن يقويه على طاعته، لأن العبد إذا علم أنه يموت عن قريب لا يهتم بما يستقبله من المكروه ويجتهد في الطاعات فيكثر عمله.
والثانية: يقل همومه لأنه إذا علم أنه يموتُ عن قريب لا يهتم بما يستقبله من المكروه.
والثالثة: يجعله راضياً بالقليل لأنه إذا علم أنه يموت عن قريب فإنه لا يطلب الكثرة وإنما يكون همه هم آخرته.
والرابعة: أن ينور قلبه.
فإن من طال أمله عاقبه الله تعالى بأربعة أشياء:
أولها: أن يتكاسل عن الطاعات.
والثاني: أن تكثر همومه في الدنيا.
والثالث: أن يصير حريصاً على جمع المال.
والرابع: أن يقسو قلبه ).
أخي في الله: كن كأولئك الصالحين الذين حاسبوا أنفسهم على هفواتها ونزغاتها، فإن حاولت التفلت ردوها بسوط الحق إلى المحجة الواضحة! وها أنا أخي أسوق لك زهرات نيرات من سير الصالحين تحكي لك بهاء وسناء أولئك الصادقين..
قال داود الطائي رحمه الله: ( لو أملت أن أعيش شهراً لرأيتني قد أتيت عظيماً ! وكيف أومل ذلك وأرى الفجائع تغشى الخلق في ساعات الليل والنهار؟ ).
وكان أويس القرني رحمه الله إذا قيل له: كيف الزمان عليك؟
قال: ( كيف الزمان على رجل إن أمسى ظن أنه لا يصبح ! وإن أصبح ظن أنه لا يمسي ! فمبشر بالجنة أو النار ! ).
وقال بعض السلف: ( ما نمت نوماً قط فحدثت نفسي أني أستيقظ منه ).
وإليك أخي هذه القصة اللطيفة: يحكى لنا محمد بن أبي توبة عن معروف الكرخي رحمه الله أنه أقام الصلاة مرة ثم قال لمحمد: تقدم. فقال محمد: إني إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها. فقال معروف: ( وأنت تحدث نفسك أن تصلي صلاة أخرى؟ تعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع خير العمل ).
أخي: إياك وطول الأمل ! فإنه أرض بور.. وصاحبه في غرور..
وما أدري وإن أملتُ عُمراً *** لعلي حين أصبح لست أمسي
ألم تر أن كل صباح يوم *** وعُمرك فيه أقصر منه أمس
أخي المسلم: إذا منتك نفسك، وداعبت الآمال خيالك! فلتردعها أخي بسوط ( قِصَر الأمل! ) فإنه نعم الدواء.
أخي: إذا طالبتك نفسك بالمُنى والآمال فقل لها: يا نفسُ هلا تمنيتِ التوفيق إلى الصالحات، والاستزادة من الطاعات؟
يا نفسُ هلا أملتِ أن تكوني من تلك النفوس التي إذا فارقت الدنيا قيل لها: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر:27-30].
يا نفس هلّا أمّلتِ أن تكوني غداً في صحبة الأخيار في جنات النعيم؟!
وقل لها أخي: يا نفس أمّلي ما شئت ! فلأشغلنّك بالطاعات حتى تعلمي أن هذا هو الجد ! وما أمانيك إلا في غرور..
أخي: إنك في آمالك على حالين: فحال تكون فيها قريباً من أملك ولا يشغلك ذلك عن آخرتك وهو الأمل المحمود. وحال تكون فيها بعيداً عن أملك ويشغلك طلبه عن الله والدار الآخرة وهو الأمل المذموم ( وإنما المذموم منه الاسترسال فيه وعدم الاستعداد لأمر الآخرة فمن سلم من ذلك لم يكلف بإزالته ) [الحافظ ابن حجر].
أخي في الله: ساعات عمرك كنز في يدك ! فإن أنت حفظته ووضعته حيث يحب الله تعالى بورك لك فيه،،، وإن أنت ضيعته وأهدرته في غير ما يرضي الله تعالى صرت هدفاً للوساوس والآمال الكاذبة، ويومها لن تكون سعيداً بدنياك، وإن جرك طول الأمل إلى الذنوب والمعاصي، لأنت الشقي غداً إذا قام الناس لرب العالمين.
وحفظني الله وإياك أخي عن نزغات الشيطان.. ولقّاني الله وإياك الحسنى في الدارين..
والحمد لله تعالى على الدوام.. والصلاة على نبيه وآله وصحبه والسلام