برج الحوت PISCES
من 19/2 إلى 20 /3
يقال أن صفات جميع الأبراج تتلخص في برج الحوت وهو من أكثرها تعقيدا من حيث المواصفات والتصرفات والسلوكيات، المنسجم منها والمتعارض والمتناقض، وبرج الحوت هو أحد الأبراج الأنثوية المائية وآخر الأبراج بوجه عام وبنهاية فترة برج الحوت تنتهي السنة الفلكية، يتأثر من كوكبي المشتري ونبتون. الأول يمنحه التفاؤل والنظرة المستبشرة للمستقبل والحظ وحب التنقل والسفر والطموح لبلوغ الدرجات العليا، والآخر يمنحه قوة الحدس والاهتمام بالأمور الروحانية والميتافيزيقيا والتوجه صوب القوى الخفية وعالم ما وراء الطبيعة والميل نحو التعبد
لم نتطرق في الحديث في الأبراج الأخرى عن الصفات البدنية والجسدية لأي منها، إلا أننا سنقول بأن مولود برج الحوت يتميز في مُحَيَّاه بالنظرة الحالمة والبصر الشارد والعيون الحائرة التي تستبصر ما وراء الأشياء وما تخفي بعض القلوب بفضل نعمة الحدس التي وهبها له الخالق، تلك العيون التي لا تستقر إلا على فتنة الجمال الطبيعي والتي لا يعرف أحد مغزى وهدفها من تلك السهام التي تنبعث منها
هذا المولود يتميز بأنه يجمع المتناقضات الحقيقية. فهو الشره والشهواني القنوع وهو الثرثار المنطوي وهو العاشق الذي لا يستقر على معشوق وهو المعمر سنا والذي يشكو من العديد من الأمراض منذ مطلع الشباب عنده وهو الأناني الكريم وهو من السهل أن تملكه ومن الصعب أن توثقه أو أن تتمكن منه هو عاشق الحرية والعبودية في آن وهو الذي يقف إلى جانب الكثيرين من المحتاجين ولا يجد من يقف إلى جانبه مع أن الذين يقدمون له هذا العرض "المساعدة والمؤازرة" كثيرون أيضا لكنه لا يطمئن إلى قدرتهم على ذلك، هو الذي يمتاز بالمثالية والواقعية معا وهو الذي يحب الوحدة ولديه الحس الجماعي هو الذي يحترم الصفوة والنخبة في المجتمع ولا يبخل على مساعدة الضعفاء هو من الناحية الاجتماعية محافظ ومع ذلك من السهل عليه أن يتحلل من كل القيود الاجتماعية، هو الذي يفكر بعشرات القضايا في لحظة واحدة هو الأناني الذي يضحي من أجل الآخرين وإن لم يقدروا له ذلك هو المزاجي الذي لا أحد يعرف أسباب تصرفاته وهو الذي لديه منطق خاص به يختلف عن منطق الغير من حيث المعايير المقاييس التي من خلالها يحكم على الأشياء والأشخاص وأختتم تلك الصفات - ويوجد غيرها الكثير - بإضافة صفة واضحة عنده وهي أنه اللين العنيد في معاملته مع الغير وما تلك الصفات إلا صورة مختصرة عن مدى التعارض والتناقض والتضاد عند غالبية مواليد برج الحوت ولا أرى فيها عيبا بل هي استعداد ومخزون سلوكي ومعرفي استراتيجي من خلاله يستطيع التعامل بحنكة مع المحيط الاجتماعي والمادي من حوله؛ طالما أن الصدق شعار له.
هو ديناميكي في طفولته وشهواني شره في شبابه ومتعبد كلما طعن به السن أكثر. فمنذ طفولته المبكرة يضفي على بيته المرح والحيوية والسرور كما أنه يهتم بتحسين وتلطيف الأجواء من حوله بسماع الموسيقى ويتفنن في صنع الكلمات، وعندما يصبح شابا تتعدد عنده الاحتياجات واللوازم والمطالب وتمتد شهوته لتطال الكثير من الأشياء خاصة الجميلة والحديثة من حوله ويبدأ بالإسراف والبذخ والإنفاق على نفسه إن كانت مادياته تسمح له بذلك ولا يقتصر هذا على المستلزمات المشروعة والمباحة بل قد يمتد إلى شراء وتناول المحرمات والممنوعات من المواد المختلفة كما أنه قد يقوم في شبابه ببعض التصرفات والسلوكيات المحرمة والممنوعة في سبيل تحقيق اللذة وإشباع الغرائز لديه لكنه بعد حين يجد أن ما يقوم به من إشباع لحاجات الجسد لا تقدم شيئا ولا تساعد في إشباع حاجات الروح من هنا يتجه إلى تقديم وجبات خاصة إلى الروح من أجل تحريرها من القيود المادية فيبدأ بالتعبد والتقرب من الخالق بغض النظر عن الديانة التي يعتقد ويؤمن بها وتتفاوت هذه المراحل الثلاثة خاصة مرحلة الشباب والعنفوان من شخص إلى آخر فقد تطول وقد تقصر لكنها موجودة بخصائصها عند جميع مواليد برج الحوت لكن خصائص تلك المراحل لا تكون متشابهة عند مواليد أي من الأبراج الأخرى "كخصائص سلوكية وليست كمراحل".
يأوي مولود برج الحوت في كثير من الأحيان إلى الانطواء والخلوة مع الذات وذلك هروبا من الواقع الذي يعيش فيه خاصة إذا واجه معضلة أو فشل في تحقيق هدف ما وهو على استعداد لأن يبقى منطويا على نفسه لساعات طوال دون أن يشعر بالملل ودون أن يمر بحالة الكآبة، فيبقى يفكر ويفكر في أمور عديدة لا يشاركه فيها أحد وفي غالب الأحيان يعتبرها من الأسرار الخاصة به والتي لا يجوز لأحد الاطلاع عليها لكنه في خلوته هذه قد يتصل - بواسطة خياله الواسع - بعالم ما وراء الطبيعة ويناجي خالقه ويتقرب بالأذكار والأدعية إليه ويذرف الدموع وهو خاشع القلب والبصر تعبيرا عن الطاعة والخضوع وقد تظهر هذه الأمور على سلوكياته مع المجتمع الذي يعيش فيه وحالة الانطواء هذه ليس لها وقت تظهر فيه كما أنه ليس لها ساعة بدء أو نهاية لكنها ترافقه من المهد إلى اللحد وتكون في مرحلة الطفولة أقل وضوحاً.
على المدى الطويل هو أكثر الأبراج قدرة على أسر قلوب الضعفاء. كما أنه أكثرهم قدرة على استمالة أفئدة النسوة إليه لأنه يقدم لهن وللضعفاء أيضاً كل المساعدة والحماية والأمان ولا يبخل عليهم بالحنان والعطف والمودة فهو على استعداد لمواجهة القوي ويقدر على ذلك، لكنه لا يستطيع أن يؤذي شعور شخص ضعيف أو امرأة حتى وأن كان ذلك الشخص أو تلك المرأة خصما له ذات يوم، فهو مخلوق لمساعدة المحتاج أيا كان نسبه أو عرقه أو دينه كما أن التمييز العنصري قلما يظهر عنده – ما عدا من يتأثرون بالقمر أو المريخ بشكل أو بآخر – ليس هذا فحسب بل أنه على استعداد لدخول معركة في سبيل مناصرة مظلوم والمرأة الحوت كذلك أيضا.
إذا رأيت رجلا بين العديد من النسوة اللاتي يقدمن له الهدايا من جانب والعواطف والأحاسيس والنظرات المتكررة من جانب آخر، فتيقن أنه من مواليد برج الحوت فهن يبدين له إعجابهن به، وكل واحدة منهن تريد أن تقدم له الأكثر لكن مهلاً فمولود برج الحوت لا يحب الهدايا كثيرا كما أنه لا يستطيع التقيد بحب امرأة ما أو بعواطف أخرى أو أحاسيس ثالثة فهو لا يعرف الاستقرار العاطفي إن لم يكن موثقا بالعهود والمواثيق أي الحب المكلل بالنجاح وسر جاذبيته لهن هو وقوفه إلى جانبهن والدفاع عن حقوقهن وتفهم مشاعرهن ومقاصدهن والإحساس بالهموم التي يعانين منها وعدم بخله في تقديم أقصى درجات العون لهن
يحتفظ صاحبنا هذا وعلى وجه الدوام بقائمة من النسوة المعجبات اللواتي يعترفن له بوقوفهن إلى جانبه استجابة لما يقدمه لهن من دعم معنوي ومادي أحيانا وما يوفره لهن من حماية وأمان وإذا سألته من هي الأقرب إلى نبضات قلبه؟ سيتذكر إحداهن، ويقول: فلانة، وإن سألته السؤال ذاته بعد حين سيخبرك عن واحدة أخرى وإن سألته للمرة الثالثة سيقول أحب واحدة ثالثة، إنه لا يستطيع التمييز بين أي منهن فهن عند سواء وستكتشف ذلك عندما تعلم بأن قائمة المعجبات هذه ستتبدل بين الحين والآخر ستخرج منها معجبات وتدخل بدلا منهن معجبات جديدات وهكذا تتكرر الأحداث معه.
برج الحوت من أرق الأبراج فهو لا يستطيع أن يرى الدموع تنهال من عيون الناس فَرَحاً أو ألماً في هذه اللحظة فإنك سترى عينيه تذرفان الدموع إحساسا بما يشعر به الآخرون فإذا أردت أن ترى الحوت بقلب ضعيف، ستجد ما تريد ساعة ينشط لديه الحس الجماعي والشعور بالآخرين ففي هذه اللحظة سيكون قلبه أرق من وريقة زهرة يانعة في ربيع منعش وهذا لا يعني أنه قاسي القلب في الأوقات الأخرى بل هو كذلك دائما لكن تصعب ملاحظة الرقة لديه عندئذٍ.
منذ شبابه يبدأ صاحبنا بالخروج عن إطار العالم المادي من خلال الغوص في عالم الروح ويرى أن جميع الوجبات المادية لا يمكنها إشباع حاجات هذه الروح تلك الحاجات التي لا يمكن إشباعها إلا من خلال التقرب من السماء والتوجه نحو الخالق بالعبادة والخضوع والتذلل والتي لا يمكن للمادة أن تشكل بديلا لها أو تساعد في إشباعها وما مساعدة الضعفاء إلا نوع من الاستجابة لمطالب الروح وما العاطفة الغزيرة عنده ردة فعل لتلك المطالب.
قيل أن للحيتان خيال واسع وقيل أنهم يتفاءلون بالمستقبل الواعد حتى قيل عنهم أنهم معلقون بين السماء والأرض، لقد وهب الله هؤلاء المواليد قوة من الحدس. التي من خلالها يستقرئون المستقبل فيعيشون فيه حلما جميلا ويتركون الماضي للعبرة والموعظة الحسنة فلا يهتمون بجزئياته بل يركزون على المعنى العام والشمولي المستفاد منه ويحلمون أن المستقبل آتٍ لا محالة محققا لهم الآمال والطموحات وهم يستشعرون هذا المستقبل من خلال تلك القوة الحدسية بتوقع بعض الأشياء والوقائع قبل حدوثها، ويبنون عليها تلك الأحلام البنفسجية، ويتضرعون إلى الله بالدعاء من أجل تحقيقها، حتى أن منهم من يرى إشارات تلك الأحداث من خلال رؤيا النوم ومنهم من يراها في أحلام اليقظة ومنهم من يستقرئها من حال الواقع
يفضل الحيتان الاعتماد على الحدس والمنطق الخاص بهم أكثر من الحجة والدليل الراسخ. فمنطقهم الخاص ليس له قيود ولا يرتبط بالمصالح المادية بل أنه في كثير من الأحيان لا يرتبط بالواقع الفعلي المعاش لكن يجب على مواليد الأبراج الأخرى أن لا يطالبوهم بالحجة والدليل القاطع في كل المواضيع والتشعبات لأنه في كثير من الأحيان لا تكون تلك الحجة وذاك الدليل متوفرة عندهم لأنهم أي مواليد برج الحوت ينطلقون في كثير من الأحيان من معايير ومقاييس مرتبطة بالجانب الإنساني والكوني والديني البحت بعيدا أن المنطلقات المادية أو الحقوقية و العلمية أو العلمانية.
أثناء الحديث عن برج الميزان أكدنا على مبدأ التسامح الذي يتحلى به أولئك المواليد لكن ما نريد التركيز عليه هنا أن مواليد برج الحوت يشاطرونهم هذا المبدأ. فلا يعرف مواليد كلا البرجين عن الحقد والانتقام شيئا بل أن العفو والصفح سمة يتميز بها هؤلاء المواليد تجاه العامة لكن مواليد برج الحوت أكثر تسامحا وصفحا عن تجاه الضعفاء والمساكين والنسوة في قوته وفي ضعفه فإذا ما أخطأ أحد في حقهم فإنه لا يطالبه بالاعتذار أو إعداد مراسم المصالحة بل أن العودة للحديث مجددا يعتبرها بمثابة اعتذار رسمي من غير تصنع ولا مبالغة أما إذا ما أخطأ هو نفسه بحق أيٍّ كان فإنه لا يتوانى عن تقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ ويبقى قبول الاعتذار عند صاحب الحق إن شاء عفا وإن شاء لم يعفُ لكن صديقنا سيعاود الاعتذار ثانية وثالثة ويستعين بالوسطاء من أجل المصالحة.
يتميز مواليد برج الحوت بهدوئه الذي يصل إلى حد الإزعاج ذلك أنه لا يحب الصخب والضجيج وتلاحظ ذلك من خلال نغمة الصوت المنخفض عندما يبدأ بالتحدث إلى أي كان كما أن تصرفاته على وجه العموم ينفذها بصورة محسوبة من قبله وإذا اختار عملا أو نشاطا فإنه يتعامل معه كما يتعامل الطاهي الماهر في الطهي على النار الهادئة ولا يحسب في ذلك للوقت حسابا، وهدوءه هذا ينجيه في كثير من الأحيان من الدخول في التحالفات والخصومات الاجتماعية ذلك أنه لا يعطي قرارا في أمر لا يحتمل الهدوء كما أن هدوءه يجعله بعيدا كل البعد عن أن يكون طرفا في نزاع أو مخاصمة حتى وإن كان أقرب الناس إليه طرفا فيها وعلى هذا الحكم استثناء بالنسبة لمن يتأثرون بكوكب المريخ حيث يسمح لهم هذا التأثير بأن يكونوا أطرافا في المخاصمات.
مما يؤخذ على مواليد برج الحوت أنه - مع ذكائه وحكمته - الكسول الخمول الذي لا يحب العمل وإذا قام إلى العمل فإنه سيقوم متثاقلا كارها للشغل يحبُ كونه الكسول أن يبقى ولساعات مفتوحة راقدا في الفراش بلا نوم ولا عمل لكنه إذا قام إلى العمل بعد أن يكون قد تماطل فيه فإنه سينجز أكثر مما ينجزه أقرانه من الأبراج الأخرى في الزمن المتقارب أي أنه يقوم إلى العمل دفعة واحدة
يقال أن الخامل الكسول في أغلب الأوقات يكون في صفوف الأذكياء وهذه السمة ليست بعيدة عن أصدقائنا من مواليد برج الحوت فيصنفهم أغلب الفلكيين بأنهم من أذكى مواليد جميع الأبراج ويشاركهم في ذلك مواليد أُخر مثل مواليد برج الجوزاء يساعدهم إلى بلوغ درجات الذكاء هذه كسلهم وخمولهم وبحثهم الدائم عن أنجع الطرق والوسائل والأساليب التي توصلهم إلى ترشيد هدر طاقاتهم في العمل وسائر الأشغال والبحث عن أسس تخفف أسباب التعب والإرهاق الناجمة عن الطاقات التي يبذلها الإنسان في العمل والشغل كم أن تفكيرهم المستمر في تحقيق السعادة واللذة المتعة لهم وللغير وتحسين الحياة المعيشية للبشرية تجعل هؤلاء المواليد يبتكرون الوسائل التي تحقق ذلك لكنهم في أغلب الأحيان يمتلكون الفكرة فقط دون القدرة على وضعها في قالب وبرنامج ممكن التطبيق وهذا ما يتوفر لدى مواليد برج الدلو من هنا يوصفون بالذكاء وتكون الصورة واضحة جدا عند المواليد من برج الحوت المتأثرين بكوكب عطارد الذي يمنحهم قوة إضافية في التفكير مثل مواليد 23 شباط و5، 14 من شهر آذار أو كان اسمه مرتبط بذلك الكوكب
من 19/2 إلى 20 /3
يقال أن صفات جميع الأبراج تتلخص في برج الحوت وهو من أكثرها تعقيدا من حيث المواصفات والتصرفات والسلوكيات، المنسجم منها والمتعارض والمتناقض، وبرج الحوت هو أحد الأبراج الأنثوية المائية وآخر الأبراج بوجه عام وبنهاية فترة برج الحوت تنتهي السنة الفلكية، يتأثر من كوكبي المشتري ونبتون. الأول يمنحه التفاؤل والنظرة المستبشرة للمستقبل والحظ وحب التنقل والسفر والطموح لبلوغ الدرجات العليا، والآخر يمنحه قوة الحدس والاهتمام بالأمور الروحانية والميتافيزيقيا والتوجه صوب القوى الخفية وعالم ما وراء الطبيعة والميل نحو التعبد
لم نتطرق في الحديث في الأبراج الأخرى عن الصفات البدنية والجسدية لأي منها، إلا أننا سنقول بأن مولود برج الحوت يتميز في مُحَيَّاه بالنظرة الحالمة والبصر الشارد والعيون الحائرة التي تستبصر ما وراء الأشياء وما تخفي بعض القلوب بفضل نعمة الحدس التي وهبها له الخالق، تلك العيون التي لا تستقر إلا على فتنة الجمال الطبيعي والتي لا يعرف أحد مغزى وهدفها من تلك السهام التي تنبعث منها
هذا المولود يتميز بأنه يجمع المتناقضات الحقيقية. فهو الشره والشهواني القنوع وهو الثرثار المنطوي وهو العاشق الذي لا يستقر على معشوق وهو المعمر سنا والذي يشكو من العديد من الأمراض منذ مطلع الشباب عنده وهو الأناني الكريم وهو من السهل أن تملكه ومن الصعب أن توثقه أو أن تتمكن منه هو عاشق الحرية والعبودية في آن وهو الذي يقف إلى جانب الكثيرين من المحتاجين ولا يجد من يقف إلى جانبه مع أن الذين يقدمون له هذا العرض "المساعدة والمؤازرة" كثيرون أيضا لكنه لا يطمئن إلى قدرتهم على ذلك، هو الذي يمتاز بالمثالية والواقعية معا وهو الذي يحب الوحدة ولديه الحس الجماعي هو الذي يحترم الصفوة والنخبة في المجتمع ولا يبخل على مساعدة الضعفاء هو من الناحية الاجتماعية محافظ ومع ذلك من السهل عليه أن يتحلل من كل القيود الاجتماعية، هو الذي يفكر بعشرات القضايا في لحظة واحدة هو الأناني الذي يضحي من أجل الآخرين وإن لم يقدروا له ذلك هو المزاجي الذي لا أحد يعرف أسباب تصرفاته وهو الذي لديه منطق خاص به يختلف عن منطق الغير من حيث المعايير المقاييس التي من خلالها يحكم على الأشياء والأشخاص وأختتم تلك الصفات - ويوجد غيرها الكثير - بإضافة صفة واضحة عنده وهي أنه اللين العنيد في معاملته مع الغير وما تلك الصفات إلا صورة مختصرة عن مدى التعارض والتناقض والتضاد عند غالبية مواليد برج الحوت ولا أرى فيها عيبا بل هي استعداد ومخزون سلوكي ومعرفي استراتيجي من خلاله يستطيع التعامل بحنكة مع المحيط الاجتماعي والمادي من حوله؛ طالما أن الصدق شعار له.
هو ديناميكي في طفولته وشهواني شره في شبابه ومتعبد كلما طعن به السن أكثر. فمنذ طفولته المبكرة يضفي على بيته المرح والحيوية والسرور كما أنه يهتم بتحسين وتلطيف الأجواء من حوله بسماع الموسيقى ويتفنن في صنع الكلمات، وعندما يصبح شابا تتعدد عنده الاحتياجات واللوازم والمطالب وتمتد شهوته لتطال الكثير من الأشياء خاصة الجميلة والحديثة من حوله ويبدأ بالإسراف والبذخ والإنفاق على نفسه إن كانت مادياته تسمح له بذلك ولا يقتصر هذا على المستلزمات المشروعة والمباحة بل قد يمتد إلى شراء وتناول المحرمات والممنوعات من المواد المختلفة كما أنه قد يقوم في شبابه ببعض التصرفات والسلوكيات المحرمة والممنوعة في سبيل تحقيق اللذة وإشباع الغرائز لديه لكنه بعد حين يجد أن ما يقوم به من إشباع لحاجات الجسد لا تقدم شيئا ولا تساعد في إشباع حاجات الروح من هنا يتجه إلى تقديم وجبات خاصة إلى الروح من أجل تحريرها من القيود المادية فيبدأ بالتعبد والتقرب من الخالق بغض النظر عن الديانة التي يعتقد ويؤمن بها وتتفاوت هذه المراحل الثلاثة خاصة مرحلة الشباب والعنفوان من شخص إلى آخر فقد تطول وقد تقصر لكنها موجودة بخصائصها عند جميع مواليد برج الحوت لكن خصائص تلك المراحل لا تكون متشابهة عند مواليد أي من الأبراج الأخرى "كخصائص سلوكية وليست كمراحل".
يأوي مولود برج الحوت في كثير من الأحيان إلى الانطواء والخلوة مع الذات وذلك هروبا من الواقع الذي يعيش فيه خاصة إذا واجه معضلة أو فشل في تحقيق هدف ما وهو على استعداد لأن يبقى منطويا على نفسه لساعات طوال دون أن يشعر بالملل ودون أن يمر بحالة الكآبة، فيبقى يفكر ويفكر في أمور عديدة لا يشاركه فيها أحد وفي غالب الأحيان يعتبرها من الأسرار الخاصة به والتي لا يجوز لأحد الاطلاع عليها لكنه في خلوته هذه قد يتصل - بواسطة خياله الواسع - بعالم ما وراء الطبيعة ويناجي خالقه ويتقرب بالأذكار والأدعية إليه ويذرف الدموع وهو خاشع القلب والبصر تعبيرا عن الطاعة والخضوع وقد تظهر هذه الأمور على سلوكياته مع المجتمع الذي يعيش فيه وحالة الانطواء هذه ليس لها وقت تظهر فيه كما أنه ليس لها ساعة بدء أو نهاية لكنها ترافقه من المهد إلى اللحد وتكون في مرحلة الطفولة أقل وضوحاً.
على المدى الطويل هو أكثر الأبراج قدرة على أسر قلوب الضعفاء. كما أنه أكثرهم قدرة على استمالة أفئدة النسوة إليه لأنه يقدم لهن وللضعفاء أيضاً كل المساعدة والحماية والأمان ولا يبخل عليهم بالحنان والعطف والمودة فهو على استعداد لمواجهة القوي ويقدر على ذلك، لكنه لا يستطيع أن يؤذي شعور شخص ضعيف أو امرأة حتى وأن كان ذلك الشخص أو تلك المرأة خصما له ذات يوم، فهو مخلوق لمساعدة المحتاج أيا كان نسبه أو عرقه أو دينه كما أن التمييز العنصري قلما يظهر عنده – ما عدا من يتأثرون بالقمر أو المريخ بشكل أو بآخر – ليس هذا فحسب بل أنه على استعداد لدخول معركة في سبيل مناصرة مظلوم والمرأة الحوت كذلك أيضا.
إذا رأيت رجلا بين العديد من النسوة اللاتي يقدمن له الهدايا من جانب والعواطف والأحاسيس والنظرات المتكررة من جانب آخر، فتيقن أنه من مواليد برج الحوت فهن يبدين له إعجابهن به، وكل واحدة منهن تريد أن تقدم له الأكثر لكن مهلاً فمولود برج الحوت لا يحب الهدايا كثيرا كما أنه لا يستطيع التقيد بحب امرأة ما أو بعواطف أخرى أو أحاسيس ثالثة فهو لا يعرف الاستقرار العاطفي إن لم يكن موثقا بالعهود والمواثيق أي الحب المكلل بالنجاح وسر جاذبيته لهن هو وقوفه إلى جانبهن والدفاع عن حقوقهن وتفهم مشاعرهن ومقاصدهن والإحساس بالهموم التي يعانين منها وعدم بخله في تقديم أقصى درجات العون لهن
يحتفظ صاحبنا هذا وعلى وجه الدوام بقائمة من النسوة المعجبات اللواتي يعترفن له بوقوفهن إلى جانبه استجابة لما يقدمه لهن من دعم معنوي ومادي أحيانا وما يوفره لهن من حماية وأمان وإذا سألته من هي الأقرب إلى نبضات قلبه؟ سيتذكر إحداهن، ويقول: فلانة، وإن سألته السؤال ذاته بعد حين سيخبرك عن واحدة أخرى وإن سألته للمرة الثالثة سيقول أحب واحدة ثالثة، إنه لا يستطيع التمييز بين أي منهن فهن عند سواء وستكتشف ذلك عندما تعلم بأن قائمة المعجبات هذه ستتبدل بين الحين والآخر ستخرج منها معجبات وتدخل بدلا منهن معجبات جديدات وهكذا تتكرر الأحداث معه.
برج الحوت من أرق الأبراج فهو لا يستطيع أن يرى الدموع تنهال من عيون الناس فَرَحاً أو ألماً في هذه اللحظة فإنك سترى عينيه تذرفان الدموع إحساسا بما يشعر به الآخرون فإذا أردت أن ترى الحوت بقلب ضعيف، ستجد ما تريد ساعة ينشط لديه الحس الجماعي والشعور بالآخرين ففي هذه اللحظة سيكون قلبه أرق من وريقة زهرة يانعة في ربيع منعش وهذا لا يعني أنه قاسي القلب في الأوقات الأخرى بل هو كذلك دائما لكن تصعب ملاحظة الرقة لديه عندئذٍ.
منذ شبابه يبدأ صاحبنا بالخروج عن إطار العالم المادي من خلال الغوص في عالم الروح ويرى أن جميع الوجبات المادية لا يمكنها إشباع حاجات هذه الروح تلك الحاجات التي لا يمكن إشباعها إلا من خلال التقرب من السماء والتوجه نحو الخالق بالعبادة والخضوع والتذلل والتي لا يمكن للمادة أن تشكل بديلا لها أو تساعد في إشباعها وما مساعدة الضعفاء إلا نوع من الاستجابة لمطالب الروح وما العاطفة الغزيرة عنده ردة فعل لتلك المطالب.
قيل أن للحيتان خيال واسع وقيل أنهم يتفاءلون بالمستقبل الواعد حتى قيل عنهم أنهم معلقون بين السماء والأرض، لقد وهب الله هؤلاء المواليد قوة من الحدس. التي من خلالها يستقرئون المستقبل فيعيشون فيه حلما جميلا ويتركون الماضي للعبرة والموعظة الحسنة فلا يهتمون بجزئياته بل يركزون على المعنى العام والشمولي المستفاد منه ويحلمون أن المستقبل آتٍ لا محالة محققا لهم الآمال والطموحات وهم يستشعرون هذا المستقبل من خلال تلك القوة الحدسية بتوقع بعض الأشياء والوقائع قبل حدوثها، ويبنون عليها تلك الأحلام البنفسجية، ويتضرعون إلى الله بالدعاء من أجل تحقيقها، حتى أن منهم من يرى إشارات تلك الأحداث من خلال رؤيا النوم ومنهم من يراها في أحلام اليقظة ومنهم من يستقرئها من حال الواقع
يفضل الحيتان الاعتماد على الحدس والمنطق الخاص بهم أكثر من الحجة والدليل الراسخ. فمنطقهم الخاص ليس له قيود ولا يرتبط بالمصالح المادية بل أنه في كثير من الأحيان لا يرتبط بالواقع الفعلي المعاش لكن يجب على مواليد الأبراج الأخرى أن لا يطالبوهم بالحجة والدليل القاطع في كل المواضيع والتشعبات لأنه في كثير من الأحيان لا تكون تلك الحجة وذاك الدليل متوفرة عندهم لأنهم أي مواليد برج الحوت ينطلقون في كثير من الأحيان من معايير ومقاييس مرتبطة بالجانب الإنساني والكوني والديني البحت بعيدا أن المنطلقات المادية أو الحقوقية و العلمية أو العلمانية.
أثناء الحديث عن برج الميزان أكدنا على مبدأ التسامح الذي يتحلى به أولئك المواليد لكن ما نريد التركيز عليه هنا أن مواليد برج الحوت يشاطرونهم هذا المبدأ. فلا يعرف مواليد كلا البرجين عن الحقد والانتقام شيئا بل أن العفو والصفح سمة يتميز بها هؤلاء المواليد تجاه العامة لكن مواليد برج الحوت أكثر تسامحا وصفحا عن تجاه الضعفاء والمساكين والنسوة في قوته وفي ضعفه فإذا ما أخطأ أحد في حقهم فإنه لا يطالبه بالاعتذار أو إعداد مراسم المصالحة بل أن العودة للحديث مجددا يعتبرها بمثابة اعتذار رسمي من غير تصنع ولا مبالغة أما إذا ما أخطأ هو نفسه بحق أيٍّ كان فإنه لا يتوانى عن تقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ ويبقى قبول الاعتذار عند صاحب الحق إن شاء عفا وإن شاء لم يعفُ لكن صديقنا سيعاود الاعتذار ثانية وثالثة ويستعين بالوسطاء من أجل المصالحة.
يتميز مواليد برج الحوت بهدوئه الذي يصل إلى حد الإزعاج ذلك أنه لا يحب الصخب والضجيج وتلاحظ ذلك من خلال نغمة الصوت المنخفض عندما يبدأ بالتحدث إلى أي كان كما أن تصرفاته على وجه العموم ينفذها بصورة محسوبة من قبله وإذا اختار عملا أو نشاطا فإنه يتعامل معه كما يتعامل الطاهي الماهر في الطهي على النار الهادئة ولا يحسب في ذلك للوقت حسابا، وهدوءه هذا ينجيه في كثير من الأحيان من الدخول في التحالفات والخصومات الاجتماعية ذلك أنه لا يعطي قرارا في أمر لا يحتمل الهدوء كما أن هدوءه يجعله بعيدا كل البعد عن أن يكون طرفا في نزاع أو مخاصمة حتى وإن كان أقرب الناس إليه طرفا فيها وعلى هذا الحكم استثناء بالنسبة لمن يتأثرون بكوكب المريخ حيث يسمح لهم هذا التأثير بأن يكونوا أطرافا في المخاصمات.
مما يؤخذ على مواليد برج الحوت أنه - مع ذكائه وحكمته - الكسول الخمول الذي لا يحب العمل وإذا قام إلى العمل فإنه سيقوم متثاقلا كارها للشغل يحبُ كونه الكسول أن يبقى ولساعات مفتوحة راقدا في الفراش بلا نوم ولا عمل لكنه إذا قام إلى العمل بعد أن يكون قد تماطل فيه فإنه سينجز أكثر مما ينجزه أقرانه من الأبراج الأخرى في الزمن المتقارب أي أنه يقوم إلى العمل دفعة واحدة
يقال أن الخامل الكسول في أغلب الأوقات يكون في صفوف الأذكياء وهذه السمة ليست بعيدة عن أصدقائنا من مواليد برج الحوت فيصنفهم أغلب الفلكيين بأنهم من أذكى مواليد جميع الأبراج ويشاركهم في ذلك مواليد أُخر مثل مواليد برج الجوزاء يساعدهم إلى بلوغ درجات الذكاء هذه كسلهم وخمولهم وبحثهم الدائم عن أنجع الطرق والوسائل والأساليب التي توصلهم إلى ترشيد هدر طاقاتهم في العمل وسائر الأشغال والبحث عن أسس تخفف أسباب التعب والإرهاق الناجمة عن الطاقات التي يبذلها الإنسان في العمل والشغل كم أن تفكيرهم المستمر في تحقيق السعادة واللذة المتعة لهم وللغير وتحسين الحياة المعيشية للبشرية تجعل هؤلاء المواليد يبتكرون الوسائل التي تحقق ذلك لكنهم في أغلب الأحيان يمتلكون الفكرة فقط دون القدرة على وضعها في قالب وبرنامج ممكن التطبيق وهذا ما يتوفر لدى مواليد برج الدلو من هنا يوصفون بالذكاء وتكون الصورة واضحة جدا عند المواليد من برج الحوت المتأثرين بكوكب عطارد الذي يمنحهم قوة إضافية في التفكير مثل مواليد 23 شباط و5، 14 من شهر آذار أو كان اسمه مرتبط بذلك الكوكب