نعم .... مزقت أورقآ ...وحطمت أقلامآ ...وضيعت أيامآ...
وعشت أحلامآ.
أخى العزيز //////
أكتب اليك هذا الكتاب بعد ان سافرا رفيق رحلتى وعمرى
سافرا وترك معى الوحده والحيره والعذاب ؛وتضائلت أمام عينى
الغربه وكادت أن تنفرج أغطية القماقم عن الشياطين ليصورا ما
أنا فى حاجه اليه...................
لاأعلم ماذا أكتب...؟
وأى حديث سوف أسوقه أليك فالأحاديث كثيره والأكثر منها شوقى
اليك. فمنذ أيام ونفسى تلح على بالكتابه اليك وعندما أمسك القلم
تضطرب نفسى ويشرد عقلى ويحتار قلمى بين السطور...
ولكنه سيكتب سيمضى الى هوايته التى يحبهاويعشقها؛سيكتب لأنه
يتمنى الكتابه اليك كى يظل معك ؛سيكتب لأن الكتابه دواءه فى هذه
الغربه العينة ؛سيكتب لأنه اصبح مريض بهذه العله التى يسمونها....
أخى العزيز ..
أنا اعلم أن حديثى أصبح عسيرآ معقدآ من الصعب أن
يتضح معناه؛ولكن الله قد أرادا ألا يفهم الناس عن الناس وأن تظل
بينهم الحجب الصفاق ؛ فهم يعيشون ويتعاملون ويعتقدون أنهم
يتعاونون على الحياه وان لكل واحد منهم لبرجآ من العاج يعيش
فيه لايظهرعليه أحد ولا يظهرهو منه على انسان..
ولكنى فى حاجه ان اتحدث اليك كما تعودت ان اتحدث الى نفسى
بهذا الاسلوب العسير الدقيق وعلى هذا النحو الذى لا ينقصه العوج
والالتواء وانا فى حياتى الشاعره مضطرب ملتو كثير الاستطراد
لا افكرفى شئ الا أثارلى اشياء ولا آخذ فى مذهب الا التوى الى
مذاهب شتى . فدعنى أتحدث اليك بهذا السلوب حتى يكون بيننا
هذا المزيج الحلو الذى لا يخفى معه من احدنا شيئآ على صاحبه
لامن حسه حين يحس ولامن شعوره حين يشعر ولا من تفكيره
حين يفكر؛ فدعنى امتزج داخل نفسك أن كنت لا تمانع ....
ودعك تمتزج داخل نفسى فأنا لا أمانع ان تكون انا وهذا ما احسه
واشعر به منذ زمن .
أخى العزيز...
لقد مرا عام على غربتى ...مرا عام ممتلاء بالألم
والأحزان .. مرا عام أضمحلت فيه السعادة وأندثرت فيه البسمه
وتكدست فيه المآقى بالدموع...مراعام أمتزج بالشقاء واليأس أمتزج
بالنفاق والحقد...مرا عام أشتعل فيه الندم .
الندم ياسيدى الذى أتمنى أن يجنبك الله أسبابه ويعصمك من
الأضطرار أليه والأيغال فيه ؛ فلست أعرف ألمآ أشد و لاحزنآ
ألذع ولا عذابآ أمض ولاشقاء مفسدآ للحياه كهذا الذى يثيره الندم
فى نفس الرجل الذى يقدر من الأمر ما يأتى وما يدع وأنى لأقول
لك هذا عن علم وأتحدث به اليك عن تجربه و أى تجربه......!
تجربه وددت لو أنى تحملت كل ما زقت من الألم منذ عرفت الألم
مره واحده و لم أدفع اليها . فياله من منغص ماكر قادر يعرف
كيف يلقاك جهره فيقطع عليك كل أمل ويأخذ عليك كل طريق و
يردك الى حزن مظلم متكاتف الظلمه لا منفذ للنور منه ؛ فأذا الح
عليك بالهم و الحزن و التنغيص المتصل و الكدر المتقطع حتى
أنتهى بك أو كاد ينتهى بك الى اليأس المهلك ؛ جلا عنك غمزاته
ونفس عن قلبك و عقلك بعض الشئ ؛ خيل اليك أنك قد رددت الى
الفضاء الواسع والهواء الطلق والضوء المشرق ؛ ولكنك لا تكاد
تتذوق الراحه وتطمئن الى بعض الأمن حتى يمسك هذا الشيطان
الخفى مسن رفيقن ولكنه عنيف لينآ ولكنه يبلغ غاية القسوه ...نعم
ينبهك الى أنك قد تجداللذة فى الحديث مع من يحسن معه الحديث
وفى التفكير فيما يحسن فيه التفكيرولكنه كفيل أن ينغص عليك لذة
الحديث والتفكير بوخذه من هذه الوخزات الرقيقه الضئيله التى
يمسك بها فى ناحيه من نفسك فأذا أنت تقطع الحديث فجأه وتنصرف
عن التفكير فجأه كأنما ذكرت شيئآ كنت تنساه . نعم ينبهك الى أنك
تجد اللذه فى قراءه الكتاب المفيد القيم الذى يغذى عقلك وحسك و
شعورك بما شئت فى علم وأدب وفن والذى تود لو تفنى فيه فناء
وتمتزج به امتزاج وتنسى لقراءته الزمان والمكان وما يشتمل عليه
الزمان والمكان ولكنه خليق أن يحول بينك وبين ما تريد من هذا
وأن يفسد ما تجده من لذه ومتاع بوخزه من هذه الوخزات التى يمس
بها نفسك فى ناحيه من نواحيها فأذا يدك تتحرك حركه آليه فتضع
الكتاب واذا رأسك يتحرك حركه آليه فيرتفع الى السماء واذا أنت
واجم قد أنسيت ما كنت فيه واشتمل عليك ذهول غامض واضح
معآ وقد يكون هذا الشيطان أخف من ذلك مكرآ وأرق حيله فهو لا
يصرفك عن الكتاب ولا يلقيه من يدك ولا يحول عنه عينيك ولكنه
يسايرك فى القراءه كأنه الرفيق ويلقى أثناء ذلك كلمات وخواطر
لا صله بينها وبين ما تقرأ فأذاهى تختلط بما تقرأ فأذا هى تحول
نفسك عما فى الكتاب واذا أنت تقرأ بعينيك دون أن يصل شئ مما
تقرؤه الى نفسك وقد يغلو هذا الشيطان فى المكر بك والكيد لك فلا
يسايرك فى القراءه ولا يلقى فى نفسك الكلمات ولا خواطر ولا
يصرفك عن الكتاب وأنما يصرف الكتاب عنك صرفآ ويثير بين
الحروف والكلمات والسطور صورآ ومظاهرآ و ألوانآ من الخيال
تراها وانت كاره لرؤيتها وتحاول أن تخلص منها الى هذه الحروف
والكلمات والسطور فلا تجد الى ذلك سبيلا فالكتاب بين يديك ولكنه
بعيد عنك والكلمات أمام عينك ولكنها تفر منك هى تفروانت تطلبها
وهذا الشيطان يلقى بينها بينك غبارآ من هذه الصور والمظاهر
والخيالات جنبك الله شيطان الندم أيها الاخ العزيز وعصمك من
أثقاله فأنها لا تحتمل ومن آلامه فأنها لا تطاق .
أخى العزيز......
تمنيت ان تكون معى فى هذه الظروف الصعبه التى
تطوقنى ؛ وتأخذ بى الى حيث تشاء .
كنت اتمنى منك النصيحه والتوجيه ؛ كنت اتمنى ان تأخذ بيدى الى الطريق الصحيح و أن تعاقب قلمى الذى أضحى يخطأ كثيرآ ولا
يآب أحد .قلمى الذى يعذبنى الان أكثر مما يريحنى . فمنذ زمن كان
هو رفقى و حياتى التى رآيت فيها متعتى بعد أن تصورت انى فقده
كل شىء ... فبنا لى حياتى الخاصه التى أنسقها كما أشاء وكما يجب
ان تنسق ؛ جعلنى أحقق احلامى ...على الورق أو قل أوهامى .
كان هذا القلم هو مساعدى على الهرب ولا تظن ان هربى من امر
بعينه ولا تدع خيالك يأخذك الى بعيد فهربى كان من شئ أنت تعرفه
جيدآ أو من الممكن أن يكون تلاشى من عقلك ولكنه ام يتلاش بعد
من عقلى وقلبى ولا أعتقد انه سينتهى قريبآ
أترى انك فهمت عنى ؟ ما أظن ... ومتى فهم العقلاء عن المجانين
وما أظن أنك سترضى عن هذا الكتاب فليس فيه شئ يرضيك وليس
فيه شئ يرضينى وما كتبت لأرضيك ولا أرضى نفسى أنما كتبت
اليك لأمزق هذا البعد الذى يفصل بينى وبينك ،لأقطع هذه المسافه
التى تقطعنا نصفين وتلقى بنصف فى وطنه العزيز الغالى على
قلبه وتلقى بالنصف الأخر فى بلد غريب يلقى فبه الوحدة حزينآ
غريبآ لارفيقآ سوى الكتاب ولا صديقآ سوى القلم ولا حاملآ للهموم
غير الورق ... نصف جفت بسمته وأزهرت الكآبه شيئآ أخر..
لكن هذه هى الدنيا تسوقنا أمامها كالأبل وتقيدنا بقيود رقيقه ضعيفه
وبالرغم من ذلك لا نسطتيع أن نتخطى هذه القيود ونمزقها بل أقرب
مثل لنا هى الفراشات التى تقبل على الضوء وهى تعلم أن هذا الضوء
هو الذى يحرقها ولكنها تشتهيه ونحن نشتهى الدنيا ولذلك نقبل عليها
ومن وجبنا تجاهها أن نلبى لها كل ما تطلبه حتى لو أمرتنا بالأبتعاد
عن أحباءنا وأصدقاءنا ولانملك أزاءها ألا أن نقول سمعنا وأطعنا
وأخيرآ لك منى السلام المزين بالشوق والحب والوفاء والسلام الذى
أتمنى أن يصلك وأنت فى صحه جيده وأحسن حال ...
ولا تشغل بالك مما سوقته اليك من حديث فهذه أوهام قلم شقى
والان أحس انى أطلت عليك وأشعر بالخجل منك للأطاله وبالخجل
من هذه الورقه وهذا القلم اللذان أرهقهما معى كثيرآ فوداعآ أيها الأخ العزيز
وداعآيملءه الحب والتقدير والحزن على فراقك والى لقاء فى كتاب
قادم .... ولاتنتظره قريبآ
وعشت أحلامآ.
أخى العزيز //////
أكتب اليك هذا الكتاب بعد ان سافرا رفيق رحلتى وعمرى
سافرا وترك معى الوحده والحيره والعذاب ؛وتضائلت أمام عينى
الغربه وكادت أن تنفرج أغطية القماقم عن الشياطين ليصورا ما
أنا فى حاجه اليه...................
لاأعلم ماذا أكتب...؟
وأى حديث سوف أسوقه أليك فالأحاديث كثيره والأكثر منها شوقى
اليك. فمنذ أيام ونفسى تلح على بالكتابه اليك وعندما أمسك القلم
تضطرب نفسى ويشرد عقلى ويحتار قلمى بين السطور...
ولكنه سيكتب سيمضى الى هوايته التى يحبهاويعشقها؛سيكتب لأنه
يتمنى الكتابه اليك كى يظل معك ؛سيكتب لأن الكتابه دواءه فى هذه
الغربه العينة ؛سيكتب لأنه اصبح مريض بهذه العله التى يسمونها....
أخى العزيز ..
أنا اعلم أن حديثى أصبح عسيرآ معقدآ من الصعب أن
يتضح معناه؛ولكن الله قد أرادا ألا يفهم الناس عن الناس وأن تظل
بينهم الحجب الصفاق ؛ فهم يعيشون ويتعاملون ويعتقدون أنهم
يتعاونون على الحياه وان لكل واحد منهم لبرجآ من العاج يعيش
فيه لايظهرعليه أحد ولا يظهرهو منه على انسان..
ولكنى فى حاجه ان اتحدث اليك كما تعودت ان اتحدث الى نفسى
بهذا الاسلوب العسير الدقيق وعلى هذا النحو الذى لا ينقصه العوج
والالتواء وانا فى حياتى الشاعره مضطرب ملتو كثير الاستطراد
لا افكرفى شئ الا أثارلى اشياء ولا آخذ فى مذهب الا التوى الى
مذاهب شتى . فدعنى أتحدث اليك بهذا السلوب حتى يكون بيننا
هذا المزيج الحلو الذى لا يخفى معه من احدنا شيئآ على صاحبه
لامن حسه حين يحس ولامن شعوره حين يشعر ولا من تفكيره
حين يفكر؛ فدعنى امتزج داخل نفسك أن كنت لا تمانع ....
ودعك تمتزج داخل نفسى فأنا لا أمانع ان تكون انا وهذا ما احسه
واشعر به منذ زمن .
أخى العزيز...
لقد مرا عام على غربتى ...مرا عام ممتلاء بالألم
والأحزان .. مرا عام أضمحلت فيه السعادة وأندثرت فيه البسمه
وتكدست فيه المآقى بالدموع...مراعام أمتزج بالشقاء واليأس أمتزج
بالنفاق والحقد...مرا عام أشتعل فيه الندم .
الندم ياسيدى الذى أتمنى أن يجنبك الله أسبابه ويعصمك من
الأضطرار أليه والأيغال فيه ؛ فلست أعرف ألمآ أشد و لاحزنآ
ألذع ولا عذابآ أمض ولاشقاء مفسدآ للحياه كهذا الذى يثيره الندم
فى نفس الرجل الذى يقدر من الأمر ما يأتى وما يدع وأنى لأقول
لك هذا عن علم وأتحدث به اليك عن تجربه و أى تجربه......!
تجربه وددت لو أنى تحملت كل ما زقت من الألم منذ عرفت الألم
مره واحده و لم أدفع اليها . فياله من منغص ماكر قادر يعرف
كيف يلقاك جهره فيقطع عليك كل أمل ويأخذ عليك كل طريق و
يردك الى حزن مظلم متكاتف الظلمه لا منفذ للنور منه ؛ فأذا الح
عليك بالهم و الحزن و التنغيص المتصل و الكدر المتقطع حتى
أنتهى بك أو كاد ينتهى بك الى اليأس المهلك ؛ جلا عنك غمزاته
ونفس عن قلبك و عقلك بعض الشئ ؛ خيل اليك أنك قد رددت الى
الفضاء الواسع والهواء الطلق والضوء المشرق ؛ ولكنك لا تكاد
تتذوق الراحه وتطمئن الى بعض الأمن حتى يمسك هذا الشيطان
الخفى مسن رفيقن ولكنه عنيف لينآ ولكنه يبلغ غاية القسوه ...نعم
ينبهك الى أنك قد تجداللذة فى الحديث مع من يحسن معه الحديث
وفى التفكير فيما يحسن فيه التفكيرولكنه كفيل أن ينغص عليك لذة
الحديث والتفكير بوخذه من هذه الوخزات الرقيقه الضئيله التى
يمسك بها فى ناحيه من نفسك فأذا أنت تقطع الحديث فجأه وتنصرف
عن التفكير فجأه كأنما ذكرت شيئآ كنت تنساه . نعم ينبهك الى أنك
تجد اللذه فى قراءه الكتاب المفيد القيم الذى يغذى عقلك وحسك و
شعورك بما شئت فى علم وأدب وفن والذى تود لو تفنى فيه فناء
وتمتزج به امتزاج وتنسى لقراءته الزمان والمكان وما يشتمل عليه
الزمان والمكان ولكنه خليق أن يحول بينك وبين ما تريد من هذا
وأن يفسد ما تجده من لذه ومتاع بوخزه من هذه الوخزات التى يمس
بها نفسك فى ناحيه من نواحيها فأذا يدك تتحرك حركه آليه فتضع
الكتاب واذا رأسك يتحرك حركه آليه فيرتفع الى السماء واذا أنت
واجم قد أنسيت ما كنت فيه واشتمل عليك ذهول غامض واضح
معآ وقد يكون هذا الشيطان أخف من ذلك مكرآ وأرق حيله فهو لا
يصرفك عن الكتاب ولا يلقيه من يدك ولا يحول عنه عينيك ولكنه
يسايرك فى القراءه كأنه الرفيق ويلقى أثناء ذلك كلمات وخواطر
لا صله بينها وبين ما تقرأ فأذاهى تختلط بما تقرأ فأذا هى تحول
نفسك عما فى الكتاب واذا أنت تقرأ بعينيك دون أن يصل شئ مما
تقرؤه الى نفسك وقد يغلو هذا الشيطان فى المكر بك والكيد لك فلا
يسايرك فى القراءه ولا يلقى فى نفسك الكلمات ولا خواطر ولا
يصرفك عن الكتاب وأنما يصرف الكتاب عنك صرفآ ويثير بين
الحروف والكلمات والسطور صورآ ومظاهرآ و ألوانآ من الخيال
تراها وانت كاره لرؤيتها وتحاول أن تخلص منها الى هذه الحروف
والكلمات والسطور فلا تجد الى ذلك سبيلا فالكتاب بين يديك ولكنه
بعيد عنك والكلمات أمام عينك ولكنها تفر منك هى تفروانت تطلبها
وهذا الشيطان يلقى بينها بينك غبارآ من هذه الصور والمظاهر
والخيالات جنبك الله شيطان الندم أيها الاخ العزيز وعصمك من
أثقاله فأنها لا تحتمل ومن آلامه فأنها لا تطاق .
أخى العزيز......
تمنيت ان تكون معى فى هذه الظروف الصعبه التى
تطوقنى ؛ وتأخذ بى الى حيث تشاء .
كنت اتمنى منك النصيحه والتوجيه ؛ كنت اتمنى ان تأخذ بيدى الى الطريق الصحيح و أن تعاقب قلمى الذى أضحى يخطأ كثيرآ ولا
يآب أحد .قلمى الذى يعذبنى الان أكثر مما يريحنى . فمنذ زمن كان
هو رفقى و حياتى التى رآيت فيها متعتى بعد أن تصورت انى فقده
كل شىء ... فبنا لى حياتى الخاصه التى أنسقها كما أشاء وكما يجب
ان تنسق ؛ جعلنى أحقق احلامى ...على الورق أو قل أوهامى .
كان هذا القلم هو مساعدى على الهرب ولا تظن ان هربى من امر
بعينه ولا تدع خيالك يأخذك الى بعيد فهربى كان من شئ أنت تعرفه
جيدآ أو من الممكن أن يكون تلاشى من عقلك ولكنه ام يتلاش بعد
من عقلى وقلبى ولا أعتقد انه سينتهى قريبآ
أترى انك فهمت عنى ؟ ما أظن ... ومتى فهم العقلاء عن المجانين
وما أظن أنك سترضى عن هذا الكتاب فليس فيه شئ يرضيك وليس
فيه شئ يرضينى وما كتبت لأرضيك ولا أرضى نفسى أنما كتبت
اليك لأمزق هذا البعد الذى يفصل بينى وبينك ،لأقطع هذه المسافه
التى تقطعنا نصفين وتلقى بنصف فى وطنه العزيز الغالى على
قلبه وتلقى بالنصف الأخر فى بلد غريب يلقى فبه الوحدة حزينآ
غريبآ لارفيقآ سوى الكتاب ولا صديقآ سوى القلم ولا حاملآ للهموم
غير الورق ... نصف جفت بسمته وأزهرت الكآبه شيئآ أخر..
لكن هذه هى الدنيا تسوقنا أمامها كالأبل وتقيدنا بقيود رقيقه ضعيفه
وبالرغم من ذلك لا نسطتيع أن نتخطى هذه القيود ونمزقها بل أقرب
مثل لنا هى الفراشات التى تقبل على الضوء وهى تعلم أن هذا الضوء
هو الذى يحرقها ولكنها تشتهيه ونحن نشتهى الدنيا ولذلك نقبل عليها
ومن وجبنا تجاهها أن نلبى لها كل ما تطلبه حتى لو أمرتنا بالأبتعاد
عن أحباءنا وأصدقاءنا ولانملك أزاءها ألا أن نقول سمعنا وأطعنا
وأخيرآ لك منى السلام المزين بالشوق والحب والوفاء والسلام الذى
أتمنى أن يصلك وأنت فى صحه جيده وأحسن حال ...
ولا تشغل بالك مما سوقته اليك من حديث فهذه أوهام قلم شقى
والان أحس انى أطلت عليك وأشعر بالخجل منك للأطاله وبالخجل
من هذه الورقه وهذا القلم اللذان أرهقهما معى كثيرآ فوداعآ أيها الأخ العزيز
وداعآيملءه الحب والتقدير والحزن على فراقك والى لقاء فى كتاب
قادم .... ولاتنتظره قريبآ