مـ،ـمـ،ـلـ،ـكـ،ـة الاحـ،ـزان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    صدام حسين ومصر

    مــــ,,ـــأيــ,,كــ,,ــل
    مــــ,,ـــأيــ,,كــ,,ــل
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 691
    العمر : 33
    تاريخ التسجيل : 15/03/2008

    صدام حسين ومصر Empty صدام حسين ومصر

    مُساهمة من طرف مــــ,,ـــأيــ,,كــ,,ــل الثلاثاء مارس 18, 2008 1:36 pm

    سيد نصار



    بكيت أربع مرات في حياتي: مرة عندما توفيت والدتي ،والثانية عندما توفي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ،والثالثة عندما سقطت بغداد ، والرابعة عندما اغتيل *ولا أقول شنق * المناضل والزعيم العربي القومي صدام حسين.
    لم تأت دموعي عفوا وإنما جاءت تداعيا لحدث زلزل كياني وهزه من الأعماق فأمي صاحبة فضل في وجودي وتربيتي ورعايتي والزعيم عبدالناصر تعلمنا علي يديه ورضعنا حليب القومية العربية وبغداد تحفر في ذاكرتنا خيالات ألف ليلة وليلة وعزنا القومي علي عهدها الذهبي العباسي الأول والثاني وتذكرنا بأبي تمام والبحتري وأبي نواس والأمين والمأمون وهارون الرشيد وأبي جعفر المنصور منشئها ومقامات علي والحسن والحسين والعباس ومعظم الأئمة من أهل البيت..
    واخيرا والي الأبد بصدام حسين ذلك المناضل المشحون بعبق التاريخ القومي والمناضل من أجل احيائه، وعوضنا فيما فقدناه وما نحن في أشد الحاجة إليه.

    صدام الذي وقف وخطب يوما في شعبه الذي تجمع بمئات الألوف من العراقيين من سنة وشيعة وتركمان وأكراد وكلدان وأشوريين وصابئة وأرمن وقال: من يحب صدام يجب أن يحب المصريين! وكان ذلك ردا علي بعض من الذين تصوروا ان المصريين المهاجرين إلي العراق قد ارتكبوا اخطاء بالزواج من زوجاتهم اثناء أسرهم في إيران ورفضوا أن يطلقونهم بعد عودتهم من الأسر.. صدام الذي بعث بمائة ألف جندي بأسلحتهم إلي الجبهة السورية أثناء حرب 1967 ولولاه لاحتلت دمشق بعد أن وصل الجيش الإسرائيلي إلي قرية 'سرسع' علي بعد 24 كيلو مترا من دمشق وبعث بثلاثة أسراب من الطائرات الهوكونتر إلي الجبهة المصرية وعرض المزيد عام 1967، صدام الذي وجد في الوجود الشعبي المصري في العراق منفعة لمصر والعراق .. تخفيفا لعبء البطالة في مصر والمساهمة في تنمية العراق معا.. صدام الذي رماه المتخلفون بأن نظامه يقتل المصريين ويبعث بهم في توابيت (طائرة) دون أن يدركوا ان هذه التوابيت كانت تكريما لموتي توفاهم الله بصورة طبيعية نتيجة مرض أو شيخوخة كنسبة متعارف عليها لعدد وصل إلي أربعة ملايين مهاجر مصري، كان طبيعيا ان يمرض من يمرض ويموت من يموت وهذا شيء طبيعي..!
    هذا هو صدام الذي حاصرته الولايات المتحدة وبريطانيا ثلاثة عشر عاما ولم يمد له أحد من الأشقاء الاغنياء أو الفقراء يد المساعدة بل ساعدهم بأن استورد منهم ما كان ممكنا ان يستورده من الآخرين بأسعار أقل ولكنه فضلهم علي غيرهم مساهمة منه في المساعدة والتنمية وتوثيق عري العلاقات بين الاشقاء.
    صدام حسين الذي لم يجد من الأشقاء ملوكا ورؤساء وأمراء عربا من يرفع يده محتجا علي محاكمته كرئيس عربي شرعي لبلاده وغزت بلاده قوي باغية معتدية مكونة من 29 دولة بزعامة الولايات المتحدة الكاذبة المخادعة التي ادعت انه يملك اسلحة دمار شامل وعندما ثبت كذب ادعائها ادعت انه ديكتاتور وخطر علي الأمن وكأنها تريد أن تقول انه الديكتاتور الوحيد في المنطقة.. صدام حسين الذي استخدمته الولايات المتحدة لضرب إيران من قبل واستخدمت إيران لضرب وتفتيت العراق من بعد.. ضمن مفهومها لنظرية 'الاحتواء المزدوج'.
    إذا كان اعدام صدام بسبب أحداث الجبيل التي لا يجب حتي وان كانت حقيقية أن يحاكم بها صدام حسين فإن صدام رئيس دولة وليس وزيرا للداخلية أو الدفاع وحتي احداث حلبجة التي قتل فيها العشرات من الأكراد لم تكن سوي نتيجة استخدام أسلحة دمار شامل اعطتها ألمانيا للايرانيين وقد ثبت ان العراق لم يكن يملك منها شيئا.
    صدام حسين هو الذي حمي الأكراد من غدر إيران وتعسف تركيا ومنحهم منفردا الحكم الذاتي عام 1974 ضمن اتفاق 11 مارس 1970 .. صدام الذي قام بتنمية العراق شمالا ووسطا وجنوبا وقضي علي الأمية واحتفل اليونسكو بها عام 1985..!
    صدام الذي حمي الجبهة الشرقية من ابتلاع إيران لها وحمي العرب جميعا من تصدير الثورة الخومينية إليها.. صدام هذا لم يجد أحدا من الحكام ينكس اعلام بلاده حزنا علي موته بهذا الأسلوب الغادر سوي ليبيا..!
    صدام الذي لم يستطع أحد أن يتهمه بالفساد المالي أو الاداري أو تهريب الأموال... صدام الذي دفع ثمنا غاليا في سبيل أمته ففقد نجليه وحفيده وتم تشريد أسرته.. من أجل أمته!
    صدام هذا شنقوه علي النحو الذي شاهدناه فروعنا وأبكانا.. وفي بداية الستينيات كانت القاهرة تشتعل وتمتلئ بالمناضلين السياسيين من كل انحاء المنطقة العربية.. من المشرق وحتي المغرب وكنا نشم ونستنشق القومية العربية بعد أن ارضعنا جمال عبدالناصر حليبها وكانت الوحدة واقعا ملموسا بين مصر وسوريا وكانت العراق ملك أيدينا الا قليلا ولم يكن ذلك حلما وإنما كان واقعا وحقيقة نعيشها.. وكنا في جلساتنا في محلات لاباس ومقهي ريش ومونديال بالدقي ومنزل عبدالله الريماوي وزير خارجية حكومة البعث في الأردن مع النابلسي رئيس الوزراء الأردني الذي شكل أول وزارة بعثية اردنية في منتصف الخمسينيات ويدفع بالملك حسين لأن يقبل (جلوب باشا) الجنرال الانجليزي الذي كان يقود الجيش الادرني ويشارك في سياسته يحدد له اهدافه.. كنا في منزله بالدقي .. نتحلق حوله لنسمع ونعي ما كان بالأمس واليوم وما سوف يكون غدا.. كانت الحلقة أو الجلسة تضم شبابا من الخليج ومن المشرق ومن المغرب العربي ونخرج من احضان فكره لنجلس ونعود إلي مجلسنا في مقاهي القاهرة كل يدلي بدلوه يشجعنا علي هذا مناخ قومي عربي هيأتة لنا توجهات الزعيم دون حذر أو وجل أو خوف فهو الذي فتح أبواب القاهرة لكل المناضلين من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية وهم أبواق لفكرة يؤمن بها الزعيم والمواطن ولا نشاز أو شذوذ إلا لقلة لا تدرك مصالحها الاستراتيجية.. كنا في ذلك الوقت نجد أسماء لمفكرين وشعراء وسياسيين يتحلقون بالنهار وبالليل حول الموائد ونحن نحتسي القهوة والكابتشينو في مقهي لاباس والبامبو نهارا و ليلا في نايت أنددي في فندق (سميراميس) واسم سميراميس هو اسم لملكة عراقية الأصل بالمناسبة.. كان يجلس إبراهيم طوبال من تونس واكرم ديري من سوريا والشاعر عبدالوهاب البياتي من العراق والشاعر صلاح عبدالصبور وأمل دنقل وأحمد عبدالمعطي حجازي من مصر والفنانان عادل امام وصلاح السعدني والفنان نبيل الحلفاوي والمحامي لبيب معوض وعدد من القضاة والوزراء السابقين مثل حلمي مراد وعبدالجليل العمري والداغستاني فيتحول المكان إلي هايد بارك يتباري ويتحاور فيه الجميع في الشأن والهم العربيين.
    وكنت اعود في كل يوم الي مكتبي وصحيفتي 'أخبار اليوم' ولدي من الزحاديث والاخبار ما لم يكن يحلم به طاقم كامل من الصحفيين فجلساتنا لم تكن جلسات استماع وإنما كنا جميعا مشاركين بقدر موقع كل منا في صناعة الحدث فلم أكن صحفيا بقدر ما كنت سياسيا مهموما بشأن أمتي من المحيط إلي الخليج.. صادقت وعرفت شخوصا كأصدقاء أولا ثم كزعماء ثانيا ثم كحكام ثالثا فقد أصبح بعض الذين كنا نجلس معهم حكاما لبلادهم وبحكم العلاقات القديمة والصحبة كنا الأثيرين لديهم يختصوننا ببعض أسرارهم التي لا يحبون أن يعلنوا عنها إلا في نطاق محدود..!
    كان قحطان الشعبي (أول رئيس يمني جنوبي) من ضمن الذين كانوا يجلسون معنا وكان بومعزة وعبدالسلام الخطابي من المغرب العربي، ويوسف العلوي من عمان وغيرهم كثير، وسط هذا الضجيج والعجيج السياسي.. ووسط هذه الخلايا السياسية المشتعلة التي كانت القاهرة مركزها.. وصل شاب في بداية العشرينيات من العمر إلي القاهرة.. كان اسمه صدام حسين المجيد سنه 24 سنة فقد ولد في يوم 28 أبريل 1937 بقرية العوجة إحدي قري تكريت محافظة صلاح الدين الأيوبي ذلك القائد العربي الهوي والكردي العرق الذي رفض التعصب الكردي وانتمي إلي أمته الحقيقية والذي لو كان حيا الآن لرفض ما يفعله كل من مسعود البرزاني وجلال الطالباني اللذين يحاولان الانفصال عن القطر العراقي ولحكم عليهما بالخروج عن الشرعية فالوطن ليس مجرد (عرق) بقدر ما هو تيار ومجموعة من البشر فوق أرض تحتويهم وتحقق احلامهم ضمن حياة مشتركة فكم من دول تتكون من أعراق مختلفة مثل سويسرا وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهما بالعشرات من الدول ولكنه قصر النظر وفقدان البصيرة السياسية لدي زعماء يعيشون بمنطق شيوخ القبائل المتخلفة.. وصل صدام حسين لنفسح له مكانا بيننا وليصبح بعد قليل اثير كل الجالسين فلديه من الحكايات ما يشبه قصص (ألف ليلة وليلة) أليست العراق وعاصمتها بغداد منبع ألف ليلة وليلة؟ كنا نعرفه قبل ان يصل إلي القاهرة من دمشق التي هرب إليها من بغداد علي حصان مصاب في قدمه من رصاصة اطلقها شرطي مرور في شارع الرشيدي ببغداد بعد محاولة فاشلة لاغتيال عبدالكريم قاسم الرئيس العراقي الذي سرق الثورة من عبدالسلام عارف البعثي الناصري بطل ثورة يونيو 1958 وكان صدام مع أربعة من اعضاء حزب البعث كان ابرزهم سمير عبدالعزيز النجم الذي عمل سفيرا للعراق في القاهرة لمدة أكثر من ثماني سنوات والمحجوز الآن بالسجن مع طارق عزيز.
    وصل متخفيا وكان عبدالكريم قاسم شعوبيا متحالفا مع الشيوعيين وكان معوقا لمشروع الزعيم عبدالناصر ونصب محكمة المهداوي الظالمة لكل القوميين العرب في العراق وخاصة الناصريين.. ووجد عبدالناصر ضالته في هذا الشاب الذي حاول ولم ينجح في اغتيال عبدالكريم قاسم.. وأمر عبدالناصر بمجيء الشاب صدام ونقله من دمشق إلي القاهرة ليكون أكثر أمنا وليكرمه بمرتب شهري مساويا بينه وبين الوزراء كلاجئ سياسي ولينضم إلي باقي المناضلين اللاجئين سياسيا إلي القاهرة.. وكان صلاح الدين البيطار أحد اثنين هو والأستاذ ميشيل عفلق (أبوأحمد) قاما بإنشاء حزب البعث العربي لينضم إليهما ثالث هو أكرم الحوراني رئيس الحزب الاشتراكي السوري ليصبح الحزب بعدها اسمه (حزب البعث العربي الاشتراكي) أمره عبدالناصر باعتباره وزيرا للثقافة (ملحوظة: كان مفروضا ان يكون البيطار وزير للخارجية في حكومة الوحدة فهو رجل سياسة قبل أن يكون رجل ثقافة لكنها الثقوب التي أمتلأ بها ثوب الوحدة علي أية حال .. وكان سببا ضمن أسباب أخري لقتلها.. بعد ثلاث سنوات.
    أمره عبدالناصر بأن يبعث بهذا الشاب إلي القاهرة وجاء وعاش بيننا وأكل وشرب ما أكلناه وما شربناه وهام حبا بعبدالناصر ولولا القيم والانتماء والولاء لحزب البعث لكان من الممكن أن يكون ناصريا وقد كان بالفعل بعثي الواقع وناصري الهوي ولقد وقف يوما في بداية التسعينيات بعد أكذوبة النعوش الطائرة العائدة إلي القاهرة ليقول لشعبه :ان من يحب صدام عليه ان يحب المصريين.
    وصل صدام الذي ولد يتيما للأب ولتتزوج أمه من غير ابيه وليتولي تربيته خاله (طلفاح) وليذهب وهو طفل 6 سنوات إلي المدرسة ويقدم أوراقه بنفسه دون علم خاله ولم يكن قد حصل علي شهادة التوجيهية عندما جاء إلي القاهرة واستكملها بالمدرسة الابراهيمية ثم يدخل بعدها إلي كلية الحقوق وبحيث يمكن ان يقال إن السنوات الثلاث منذ وصوله إلي القاهرة أول فبراير 1961 قضاها في تأهيل نفسه علميا.. وفجأة غاب عنا الشاب الطموح الذكي المجادل سياسيا لنسمع انه قد عاد إلي بغداد بعد حركة 1963 وليضع عبدالسلام عارف في السجن ليهرب بعدها ويظهر علي رأس انقلاب يوليو 1968 ... وتتكرر قصة صدام حسين مع أحمد حسن البكر بنفس قصة عبدالناصر مع محمد نجيب، وليصبح صدام نائبا لرئيس الجمهورية أحمد حسن البكر إلي أن يستقيل البكر بعد أن اصيب بمرض السرطان في معدته ليصبح صدام حسين رئيسا للعراق.
    ويقود العراق ليحوله بعد أن كان دولة من دول العالم الثالث المتخلفة إلي دولة من دول العالم الأول ويقضي علي الأمية وتحتفل اليونسكو ونحن معها بآخر أمي في العراق عام 1985. ويقود حربا ضروسا ضد إيران الخومينية حماية لدول الخليج المهددة من الخوميني بتصدير الثورة اليها.. وتدفع السعودية والكويت ودول الخليج تكاليف هذه الحرب ليس حبا في صدام وإنما كان اتفاقا متفقا عليه سلفا حماية لنفسها من نصديز الثورة إليها
    وتسير الأموربعكس ما يريد والرياح بعكس ما تشتهي السفن ويتحالف الجميع ضده بحكم القهر الأمريكي للحكام العرب وتغزو أمريكا وبريطانيا ومعهما 27 دولة أخري العراق ليسقطوا بغداد ولتصبح العراق كلها فريسة للتكفيريين وللشيعة الصفوية الايرانية وتتحكم وتتفوق رغبة الانتقام ليحكم علي صدام بالاعدام بعد أن قتل نجلاه وحفيده وتشردت اسرته.. وهنا يجب أن اوجه الشكر والتقدير لحسن استقبال حاكم قطر ووزير خارجيته الذكي لاستضافة أسرة الرئيس صدام وبعض معاونيه.
    ويموت صدام مشنوقا.. بصورة مؤلمة لمشاعر الانسانية مسلمين ومسيحيين وحتي اليهود من محبي السلام فالذي رأيناه وسمعناه وما لم نريه وهو كثير ونسمعه يؤكد اننا أمام طغمة حاكمة في بغداد حاقدة علي العرب والانسانية بصفة عامة.. عملاء جاءوا علي ظهور دبابات الغزاة ليحولوا دولة الامبراطورية العباسية العربية الي دولة فارسية ليشفوا غليل الخومينيية التي اوصت بهدم هذه الدولة التي جعلت امامهم الخوميني يقول مضطرا إنه يوافق علي وضع حد للحرب (حاليا) مع العراق وكأنه يتجرع كأس السم.. وليموت الخوميني كمدا مدحورا ويشنق عدوه صدام حسين بيد الشيعة الصفويين..
    مات صدام حسين .. مات الرجل والزعيم الذي احب مصر والقاهرة بأكثر مما احبها الآخرون.. مات الذي كان تذرف الدموع من عينيه عندما يذكر اسم مصر والمصريين أمامه.. مات الذي قال إن المصري له الأولوية علي العراقي مبالغا في حبه وتقديره لمصر.. مات الصديق والحبيب الذي اختصني بحبه وتقديره ونفذ رغبتي في هجرة خمسة ملايين مصري إلي العراق لزراعة 45 مليون فدان صالحة للزراعة ولتذويب الأعراق والانساب خدمة للأمة العربية بعد أن رويت له بحضور سمير النجم صديقي قصتي مع محمد أحمد محجوب رئيس وزراء السودان عام 1967 بعد مؤتمر قمة الخرطوم عام 1967عقب حرب يونيو عندما عرضت عليه نفس الفكرة لانهاء مشكلته مع الجنوب الزنجي ولكنه رفض تحت دعوي الخوف من كثرة تناسل المصريين وتمصير السودان بعد قليل.. ضحك وقتها الرئيس صدام وأنا أروي له هذه القصة وبعد اقل من اسبوعين وكان ذلك عام 1975 جاءني علي لسان سمير النجم لأكتب في أخبار اليوم عنها لتصبح السفارة العراقية بالزمالك مزدحمة بالفلاحين المصريين وبعدهم بالطلبة لأيتهم بعدها أنني بصدد تكوين فرع لحزب البعث وأن هؤلاء ليسوا الا بعثة للتدريب والتلقين.. مع انني ولله الحمد لم ولن انضم الي أي حزب منذ ولدت وحتي الآن ولا أريد..!
    مات أبوعدي ونحن لا نعرف الدور علي من.. من الزعماء العرب فليس هناك لدي أمريكا أحد افضل من أحد.. فالكل سواء في....
    مات البطل الوطني القومي النزيه الذي لم يهرب الأموال ولا بني قصرا لحسابه ولاسرته خارج أرض الوطن أو داخله.. مات الذي عاش ومات من أجل 'العروبة'.
    مات الصديق العربي القومي الذي اختصني ببعض اسراره أمام كاتم اسراره طارق عزيز والفريق عيد حمود سكرتيره الخاص عندما فتح لي قلبه وعقله وأودعني ما رفض ان يقوله ويودعه لدي عشرات الألوف من الصحفيين العرب والأجانب واستدعاني إلي درجة أن وزير اعلامه لم يعلم بهذه المقابلة وقد سمع عنها عندما اذيعت علي التليفزيون والاذاعة مثله مثل غيره من الوزراء والمواطنين.. حدثني عن الملوك والأمراء والرؤساء كل في جملة مختصرة معبرة ومفيدة سوف يأتي الوقت المناسب لأقولها في كتاب للتاريخ.. لكن ما استطيع أن أبوح ببعضه وهو قليل هو ما قاله عن الرئيس المصري حسني مبارك وجلالة الملك فهد ملك الحرمين الشريفين والملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية قال عن حسني مبارك: انه سوف يفاجأ بغدر الولايات المتحدة له يوما فليس لمثل هؤلاء اصدقاء دائمون أو اعداء دائمون وإنما هي المصالح وتنفيذ الأوامر وتحقيق الاغراض فالرؤساء والحكام ليسوا أكثر من اسنان في تروس تدور بأمر منهم لتسيير العجلة في اتجاه واحد..!
    وعن الملك فهد قال: لقد تعاهدنا أنا وهو علي رعاية كل منا لأسرة الآخر، إذا ما غدر بنا فقد كان لدي كل منا احساس غامض بأن هناك من يتربص بنا.. وكنت متفهما ان يحدث هذا معي لكن ما لم أكن متفهمه ان يحدث مثله مع الملك فهد فالرجل يعيش وسط استقرار لنظام أسري متفق عليه.. لكن السعودية دولة بترولية كبيرة واسعة الأراضي ذات ايديولوجية دينية معادية لإسرائيل أكبر أصدقاء أمريكا.. وهي بهذه الايدولوجية معوقة للمخطط الصهيوني العالمي وقد حان الوقت عالميا وضمن الهيمنة الأمريكية لعدم الصبر علي ذلك خاصة أنه لا خوف علي البترول وتأمينه لهم فلا أحد سوف يشربه ولا أحد بقادر علي حجبه عن مستهلكيه..
    وعن الملك حسين قال: انه تتنازعه غريزتان: غريزة انتمائه الأسري العربي الهاشمي وعلاقة ذلك بالرسول (صلي الله عليه وسلم).. وايديولوجية الايمان بالايديولوجية الغربية وأنت في هذا لا تستطيع كما يصعب أن تحدد نوع واتجاه القرار الذي يمكن أن يتخذه الرجل في قضية ما.. لكن علي أي حال الرجل يقف بجوار العراق في معاركه ولا أتصور أن من يخلفه يمكن أن يختلف عنه في المواقف..
    هذا قليل من كثير قاله لي عن الثلاثة وما لم اقله عن الآخرين كثير وكثير وهو كلام ثمرة خبرة رجل يحكم منذ العام 1968 وحتي سقوط بغداد يوم 9 ابريل 2003.
    وصدام مثل عمر المختار ، والتاريخ سوف يروي عن صدام أكثر مما روي عن عمر المختار.. وجان دارك.. وإذا كان سيدنا علي بن ابي طالب والحسن والحسين شهداء الأمتين العربية والاسلامية في العراق فكذلك سوف يكون صدام ولنترك ذلك للأجيال القادمة فلسنا حكما علي المستقبل فهو ليس ملكا لنا ولكنه ملك لمن بعدنا.. رحم الله الشهيد صدام حسين المناضل القومي والفارس العربي.

    الاسبوع 08/01/2007
    إذا خانتك قيم المبادئ فحاول أن لا تخونك قيم الرجولة
    Ϡ₡ ҉ǁ|[Ðŕ Նะۣۨ>مـآ‘يكـلՆะۣۨ>]|ǁ ҉Ϡ₡

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:38 pm